د. صالح الفهدي| سلطنة عمان
أَقيمي أُمتي بالعــــزمِ صَرْحا
كفانا من أُهيلِ الغدرِ قَدْحا
//
كفانا من ضــلالاتٍ وزَيْـغٍ
نهيمُ بِزِيْفِها في الأَرضِ شَطْحا
//
كفانا من خطابٍ لا تُبارى
به في سَبْكهِ المنضودِ فُصحى!
//
كلامٌ لا يحُرِّك من خُطانا
يخادِعُنا إذا أمسى وأضحى!
//
كفانا أن نصاحبَ كلَّ غدرٍ
من الأعداءِ كي نزداَدَ جُرْحا
//
فما زالت بنو غَطَفَانَ فينا
تدقُّ العطرَ، في الأنفاسِ رَشْحا
//
كأنَّا حينَما نلقى أخانا
تُسابقنا العبارةُ "ألفُ مَرْحَا"
وحينَ نُديرُ أَظْهُرَنا إليهِ
نُسلِّطُ بالخيالِ عليهِ رُمْحا!
//
كأنَّ رزيئةَ الدُّنيا أخونا
وأَنَّ فناءَهُ سيكونُ فَتْحا!
//
أَلَا واللهِ ما صَغُرَتْ نفوسٌ
ولا نُكِبَتْ سوى بالحقدِ قَرْحا
//
أَلَا تكفي القرونُ وقد توالتْ
بنا أَيامُها الغبراءُ شُحَّا
//
أَلَا تصحو نفوسُ الحِلْمِ فينا
فتضربَ عن عهودِ الثَّأرِ صَفْحَا؟
//
أَقِيمي أمَّتي بالعدلِ مجداً
فليسَ سواهُ قد يُغنيكِ رِبْحَا
//
وَلَيْسَ بغيرِ عفوِ النَّفْس عيشٌ
يطيبُ به على الأنسامِ سَمْحَا
//
كفانا أمِّتي .. يكفي هوانًا
وآنَ بأَنْ نعانقَ فيكِ صُبْحَا
//
ففي الإصباحِ آمالٌ كِبارٌ
سنُشْبِعُها من الأَفعالِ كَدحا
//
وفي الإِصباحِ أَجيالٌ ستأتي
مكلَّلةً – بأمرِ اللهِ - نُجْحا