السلطان قابوس كان يرعى الإخاء والجوار والصداقة

 

الشاعر والكاتب إبراهيم محمد الهمداني| اليمن

 

الحمد لله القائل:- "يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". صدق الله العلي العظيم

ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله صاحب الجلالة، سلطان الإنسانية والمحبة والسلام وباني نهضة عمان وصانع تاريخها الحديث وباعث مجدها وعزتها وكرامتها... السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور رحمه الله وأحسن إليه.

وإنني إذ أشاطر أخوتي في سلطنة عمان الشقيقة هذا المصاب الجلل والفاجعة الأليمة، أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الأخوة الكرام في الجمعية العمانية للأدباء والكتاب، وفي مقدمتهم الأستاذ سعيد الصقلاوي والدكتورة سعيدة خاطر الفارسي والأستاذ طالب المعمري والأستاذ عبدالرزاق الربيعي والدكتور ناصر ابو عون والدكتورة عائشة الدرمكي، وإلى كل الأخوة الأجلاء ‏صانعي المشهد الثقافي العماني، ومنهم إلى كل أبناء السلطنة الكرام، والتعازي موصولة لجميع أبناء الأمة العربية والإسلامية، فقد ترجل فارس الإنسانية وصانع السلام ورجل النخوة والشهامة والكرم، والعدالة والاعتدال، الذي أصبح فلسفة للحكم ونهجا  للأحرار والشرفاء في هذا العالم.

كان السلطان قابوس بن سعيد وسيظل أنموذجا راقيا للحاكم المحبوب والقائد الفذ والسياسي المحنك والرجل الكامل، الذي يعطي كل ذي حق حقه، ويرعى الإخاء والجوار والصداقة، على مبدأ الود والسلام للجميع.

نعم أخوتي الكرام إن المصاب كبير والحزن أكبر، لأن من فجعتم وفجعنا به لم يكن شخصا عاديا، ولم يكن فردا متوحدا في ذاته، بل كان شخصا استثنائيا وفردا متوحدا بالكل، فهو في قلب الجميع أيقونة صدق ورمز عطاء وعنوان كرامة.

لعمرك ما المصيبة فقد شخصٍ

ولا فرس يموت ولا بعيرُ

ولكن المصيبة موت شخصٍ

يموت بفقده خلقٌ كثير

وإزاء هذا المصاب الجلل، لا نملك إلا أن نقول لكم أيها الأحبة الكرام مصابكم هو مصابنا وعزاؤنا جميعا أنه بعين الله الرحمن الرحيم، نسأل الله العلي القدير أن يرحمه رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته، ويلهمكم وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان ويخلفه عليكم بأحسن خلافة، وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

تعليق عبر الفيس بوك