لا تحفَلَنَّ لحاسدٍ أنَّى أَصابَكَ ذَمُّهُ
**
يكفي الحسودَ أَسِيَّةً أَنْ كانَ شخصُكَ هَمَّهُ!
**
ما كانَ يحسُدُ غَيرَهُ إلاَّ لِيُبْرِئَ سُقْمَهُ
**
كالعَقربِ الهيَّاجِ يهدأُ إِنْ تَهَوَّعَ سُمُّهُ!
**
وَاعْرِضْ عنِ القولِ الحقودِ إذا أصابَكَ ظُلْمُهُ
**
مِنْ فارِغٍ، ضَلَّ المراميَ كُلُّ سَاعٍ خِصْمُهُ
**
ما إِنْ تُحَرِّكَ ساكناً حتى تُهيِّجَ سُقْمَهُ!
**
فدَواؤُهُ موتُ الطَّمَوحِ، وقَدْ تَهاوَى نَجْمُهُ!
**
فَدَعِ الْحَسُودَ وشأنَهُ، إِنْ كانَ شأنَكَ غَمُّهُ
**
واَعْمَدْ إِلى المَرْقَى النَّبيلِ فَمَنْ سِواكَ يَؤُمُّهُ؟!
**
ما خَلَّدَ التاريخُ إِلاَّ مَنْ يُعظِّمُ عَزْمَهُ
**
والرِّيْحُ تَعْصُفُ بالحُثَالةِ ثم تطوي إِسْمَهُ
**
هذا المدى رَحْبٌ لِمِثْلِكَ لا يُحشِّدُ وَهْمَهُ
**
فاضْرِبْ عَصَاكَ مُكلَّلاً بالعزمِ تَفْلُقُ يَمُّهُ
**
وَاطْوِ المدَى سَبْقاً فأنتَ لكلِّ مَجْدٍ رَسْمُهُ