"واشنطن بوست": ترامب متردد في الرد على هجمات السفارة الأمريكية ببغداد

 

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب وجد نفسه فوق صفيح ساخن مرة أخرى في الشرق الأوسط الذي حاول الانسحاب منه، وذلك بعد الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد.

وألقى ترامب باللوم على إيران في الهجوم الذي أضر بشكل أكبر بالعلاقات الأمريكية مع العراق وبدا أنه يضع آمال ترامب في الدبلوماسية مع طهران نحو مسار صعب التحقق. وردد مئات من أنصار ميليشيا تدعمها إيران شعار "الموت لأمريكا" واخترقوا جزءًا من الدوائر الأمنية الخارجية في المجمع الواسع بالمنطقة الخضراء شديدة الحراسة ببغداد.

وحوصر الدبلوماسيين الأمريكيين، ولكنهم لم يصابوا بأذى، داخل السفارة التي تبلغ قيمتها 750 مليون دولار، وبُنيت كرمز قوي لاستمرار أمريكا في العراق بعد غزو 2003، والذي اعتبره ترامب أسوأ خطأ في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. لكن قد يكون هيكل السفارة الضخم الآن رمزًا لمدى صعوبة فصل المصالح الأمريكية عن العراق والمنطقة على الرغم من رغبة الرئيس المعلنة في الخروج من "حروب لا نهاية لها" وتقليل حضور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ويواجه ترامب الآن وضعا من المحتمل أن يشتعل، إذ يحث حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية- إلى جانب بعض مستشاري ترامب- الرئيس الأمريكي على مواجهة أكثر صرامة مع طهران ضد تكتيكاتها العدوانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وغرد الرئيس ترامب على تويتر قائلا "ستتحمل إيران المسؤولية الكاملة عن الخسائر في الأرواح أو الأضرار التي لحقت بأي من مرافقنا. سوف يدفعون ثمنا باهظا جدًا! هذا ليس تحذيرًا، إنه تهديد".

وفي أعقاب الهجوم مباشرة، عقد الرئيس ما أسماه اجتماعًا جيدًا مع المستشارين ووافق على إرسال فرقة صغيرة من قوات مشاة البحرية الأمريكية "مارينز" وطائرتي هليكوبتر من طراز أباتشي لتعزيز الأمن في السفارة.

وأعلن وزير الدفاع مارك إسبير أن الإدارة الأمريكية سترسل 750 جنديا إلى المنطقة "كإجراء وقائي مناسب تم اتخاذه ردا على مستويات التهديد المتزايدة ضد أفراد ومنشآت الولايات المتحدة.. في بغداد".

وبشكل عام، لدى الولايات المتحدة خيارات لمواجهة غير مباشرة مع إيران، وذلك من خلال العمل العسكري ضد عناصرها في العراق وسوريا وأماكن أخرى، وزيادة الضغط الاقتصادي والسياسي عليها.

ويمكن للولايات المتحدة أيضاً أن تنتقم من العراق، الحليف لكل من واشنطن وطهران، لفشلها في بذل المزيد من الجهد لحماية السفارة، وبعد مقتل مقاول أمريكي على أيدي ميليشيا تدعمها إيران، ما تسبب في اندلاع الأزمة الحالية.

ولطالما اعتبر ترامب تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بمثابة خسارة سياسية لا تؤدي إلا لخسارة الأموال والأرواح، حسبما وصف مستشار لترامب تحدث لصحيفة واشنطن بوست شريطة عدم الكشف عن هويته. وقال المصدر "يمكنني أن أخبركم أنه بنسبة 100% أن الرئيس لا يرغب في الدخول في نوع من الصراع الجديد في الشرق الأوسط خلال عام 2020".

وتؤكد الصحيفة أن ترامب أراد التحدث إلى الرئيس الإيراني في محاولة للتوصل إلى صفقة، وهي خطوة عارضها الكثيرون في إدارته، والتي يزعم أنه سيكون أفضل بكثير من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة أوباما مع طهران. لكن لم يتم إحراز تقدم يُذكر على تلك الجبهة، ويبدو أن الهجوم على السفارة يقلص احتمالات إجراء هذه المحادثات في المستقبل القريب.

تعليق عبر الفيس بوك