تشدُّ حبالَ الضوءِ إلى عينِ السوادِ

 

مياسة دع | سوريا

 

ـ بلا حافّةٍ..!

هذي الكأسُ / المتدليةُ إلى جوفكَ,

الصرخةُ القائمةُ على كفّكَ/.. أبعثرُها

وتُبعثرُني,

 تعرجُ على عينٍ واحدةٍ/ تُحدّقُنا..

فنرتجلُ لغةً باسمِ المُبصرين, وندخلُ في

قشرةِ الماءِ العمياء..

 

ــ بلا نُخاعٍ ..!

هذي السماءُ/ المتراكمةُ على ظهركَ,

تسقطُ من أسفلها,

أسقطُ..

ويستغرقُنا نتوؤها الكامنُ في عُمينا..

ثم نتخذُ شفرةً أحاديةً,

ونكسرُ ثنائيةً الماءِ الحافي..

(لعلّكَ تهوي/ تتزلزلُ بلا صوتٍ/ وتشدُّ

حبالَ الضوءِ إلى عينِ السوادِ:

كم فوهةٍ للظلِّ؟

كم جذرٍ للعقلِ؟)

 

(لعلّ العالمَ المتجذّرَ في حلقي تشدّهُ بعينكَ/ تتيبّسُ

في مجرَى النخاعِ المائي/ وبهِ تهوي..

أنتَ تهوي!!

 

 

الأكثرُ من السيلِ/

النطفةُ التي تستغرقٌ في جدرانِكَ, تتسلّقُ

 قرقعاتِ الضوءِ والحجرَ الأسودَ.. ثمّ..

 تنتشي في دَمي

كَـ مثلِ كومةٍ من الثلجِ العائمِ!

 

هذا الجليدُ الذي ينزُّ على حافةِ الضوءِ:

إنّهُ يقتربُ منّي/ ينصهرُ بالرذاذِ المعدنيّ/

وأعرفُهُ حافياً.. حتّى العنُقِ!

 

إنّهُ يجري كالسيلِ..

كم منَ الوقتِ يَمضي؟

كم منَ الموتِ يَذري؟

 

الأكثرُ من السيلِ/

الذرّةُ التي تتبعثرُ في سلالتنا,

وتمضي

كـ السريرةِ الدائمة..

(هذا ما نعرفُهُ عن العُمقِ ,عندما يسبحُ الورمُ

في جثّةِ الوقتِ, ونحسُّ لغاتٍ تعمَى في منعطفِ

الدمِ..

الأجزاءُ تنفصلُ .. والكلُّ يُصغي!

أنا/ أنتَ.. سلالةُ السيلِ !)

 

الأكثرُ من السيل..

الحجرُ الأسودُ الذي يَجري/

الحجرُ الأسودُ الذي يُصغي/

لكنكَ

لكنّنا/ .. نُصغي!

تعليق عبر الفيس بوك