عُمان بلد الجمال.. والعمانيون محبون للفن المصري

علي الحجار لـ"الرؤية": جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب شهادة عظيمة أتشرّف بها طيلة عمري

...
...
...
...
...
...
...
...

◄ تعلمت العربية في "الكُتّاب" وحفظت القرآن الكريم منذ الصغر

◄ 1000 أغنية رصيدي الفني مع الملحن الراحل عمار الشريعي

◄ الكثير يستمع إلى الأغاني الشعبية "من باب التسلية"

الرؤية - أحمد عمر

أعرب المطرب المصري علي الحجار الفائز بجائزة السلطان قابوس للثقاقة والفنون والآداب عن فرع الطرب العربي، عن سعادته الغامرة بهذه الجائزة المرموقة، وقال إن الفوز "بمثابة شهادة عظيمة أتشرف بها مدى حياتي ويتشرّف بها أولادى من بعدى".

وأضاف الحجار- في حوار خاص مع "الرؤية"- أنّه من حسن الطالع أن تكون هذه الجائزة أول جائزة تُمنح لمطرب خلال ثماني سنوات من عمر جائزة، التي أُنشئت في عام 2011.

وأعرب الحجار عن امتنانه لحفاوة الترحيب التي حظي بها من مختلف المسؤولين والمواطنين في عمان، قائلا: "شعرتُ أن أهل عمان وهم يرحبون بي فى كل مكان ذهبتُ إليه وكأنهم يقولون لي "إنّ جلالة السلطان وضع قلوبنا في قلب هذه الجائزة معك، وذلك يسعدني أن أقول إنّ سلطنة عمان وشعبها أصبحا جزءًا أصيلا في ذاكرتي ووجداني لا يمكن نسيانه".

وتحدث الحجار عن الحفل الساهر الذي أحياه في دار الأوبرا السلطانية مسقط في فبراير 2018، وقال إن "أكثر من مشهد لفت انتباهي وأسعدني كثيرًا؛ حيث علمت أنني أول مطرب في تاريخ الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، تقوم الفرقة بالعزف له خصيصا، حيث كانت الأوركسترا قبل ذلك التاريخ تعزف فقط المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية والعالمية، ولم يحدث أن صاحبت مطربا على الإطلاق في حفله، وهذا شرف عظيم لي". وأضاف الحجار مستذكرا تفاصيل تلك الحفلة: "كنت حريصا ومصمما على ألا أسأل عن عدد الجمهور في الحفل، حتى فوجئت بالدكتور عصام الملاح مستشار مجلس الإدارة للبرامج والفعاليات بدار الاوبرا السلطانية يخبرني بقوله: "مبروك الحفل كامل العدد"، وقتها سمعتُ دقات قلبي تخفق بقوة وتضرب صدري، فأنا أغني منذ 40 سنة، ولم آتِ من قبل إلى عمان، ولا أدرى هل أغنياتي مسموعة في هذا البلد أم لا؟". وتابع الحجار قائلا: "عندما صعدت إلى خشبة المسرح فوجئت بعاصفة من التصفيق الحار استمر طويلا لدرجة أنني لم أستطع أن أحصي عدد المرات التى انحنيت فيها لتحية الجمهور، ولم أكن أتوقع أن أغنياتي معروفة لدى الجمهور العماني، وما زاد من دهشتي أنني عندما غنيت "اللي بنى مصر كان فى الأصل حلواني" أنّهم يعرفونها جيدا بل ويحفظون لحنها وكلماتها".

وحول مثله الأعلى في عالم الغناء والموسيقى، أكد الحجار أن والده الملحن الراحل إبراهيم الحجار- رحمة الله عليه- كان أول إنسان تأثر به على المستوى الإنساني والفني، حيث حرص الحجار الأب على أن يدخل الحجار الابن الكُتّاب ليحفظ القرآن الكريم، قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية، وهنا يقول علي الحجار: "أحببت ديني فى كتاب الله، وتعلمت من القرآن حلاوة اللغة وأحسنت مخارج الحروف".

ويمضي الحجار قائلا: "تعلمت من أبي المقامات الموسيقية والأدوار والموشحات التراثية والطقاطيق والمونولوجات القديمة (الأغنية الفردية حاليا)، وعندما وافق على احترافي الغناء، أسدى لي نصيحتين جعلتهما نبراسا أتّبع ضياءه طيلة مشواري الفني وفي حياتي أيضا، أولهما: "يجب أن تكون نفسك ولا تقلد أحدا مهما كانت عظمته أو شهرته"، أمّا النصيحة الثانية فكانت: "حاول أن تصنع أغاني تعيش بعد موتك، وإياك أن ترى أغنياتك تموت في حياتك".

وغنى الحجار أكثر من 100 عمل درامي، شارك في بعض منها بالتمثيل والغناء، وأخرى بالغناء فقط. ويقول الحجار: "أحببت جميع أعمالي، لأنني أحرص دائما في اختيار أعمالي الدرامية على معرفة النص وموضوعه ومن هو المخرج والسيناريست والشاعر وملحن أغنيات المسلسل، لكني لا أنسى أول عمل درامى غنيته وهو مسلسل "الأيام" عن قصة حياة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، وكان من إخراج يحيى العلمي ومن أشعار سيد حجاب وألحان عمّار الشريعي، وكان يحتوي أكثر من 50 أغنية، وهكذا كانت معظم المسلسلات تحتوي على أعداد كبيرة من الأغاني داخل العمل، لتعلق على الأحداث، وبذلك أصبح رصيدي مع الفنان عمّار الشريعي فقط حوالي ألف أغنية".

وحول رأيه في الأغاني الشعبية، يشير الحجار إلى أن الجمهور المصري ما زال يسمع ويستمتع ويحفظ أغاني الفنانين هاني شاكر ومحمد الحلو ومحمد منير ومدحت صالح وأنغام وشيرين وعلي الحجار وصابر الرباعي وكاظم الساهر وأصالة ووائل جسار، ودائما ما تكون حفلاتهم كاملة العدد، ومع ذلك يحبون الاستماع للغناء الشعبي وإلى مُغني ما يعرف بـ"المهرجانات" من باب التسلية، كما إن الجمهور فى مصر يعرف كيف يصنف هذا النوع من الغناء، ويعتبر بعضه مثل النكتة المضحكة أو النكتة السخيفة.

وتعليقا على برامج المسابقات الغنائية، يرى الحجار أنّ هناك فائدة كبيرة استفاد منها الجمهور من خلال متابعته لهذه البرامج، حيث أسهمت برامج مسابقات الأغاني على الفضائيات العربية في تدريب المستمع العربي على التمييز بين الأصوات الجيدة والأصوات الأقل جودة. غير أنّ الحجار استدرك بقوله: "اعتراضي الوحيد أنّ هذه البرامج تكتفي بفوز المتسابقين فى كل دورة دون أن تتبناهم أو أن تنتج لهم أعمالا غنائية بعد نجاحهم أمام الملايين". ولا يمانع الحجار في المشاركة في لجان تحكيم مثل هذه البرامج، إذا طلب منه ذلك.

وأعرب الحجار عن فخره بتاريخ الغناء والإبداع العربي المعاصر بشكل عام، مؤكدا أنّ كل نجوم الأغنية العربية سيظلون في الذاكرة والوجدان العربي، وعلى رأسهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والموسيقار محمد عبد الوهاب، إلى جانب نجوم السينما عمر الشريف وفاتن حمامة وسعاد حسني وعادل إمام ونور الشريف ومحمد هنيدي وغيرهم من سفراء الفن المصري العريق، كما سيظل الإخوة الرحبانية والفنانة فيروز ووديع الصافي وماجدة الرومي سفراء للفن اللبناني الأصيل، إلى جانب الفنان محمد عبده وطلال مداح وآخرين سفراء للفن السعودي. واختتم الحجار حواره مع "الرؤية"، قائلا: "سنحتاج إلى صفحات وصفحات لنكتب أسماء فنانين كبار في كل بلد عربي أسهموا في تطور مسيرة الفن والإبداع العربي، ولذلك الفن هو أعظم سفير بين الشعوب، واستشهد هنا بما قاله الفيلسوف والمفكر الألماني نيتشه: "إذا أردت أن تعرف حضارة أمة فانظر إلى فنها".

تعليق عبر الفيس بوك