ما كان ينبغي لك أن توقظ الحلم

 

سهام الدغاري | ليبيا

 

(1)

المساء يتأرجح بمؤانسة نجماته

بين موت وحياة

بين صعود ونزول

والأكف تتشابك، بينما ألتمس أنا دربًا آخر

أتعثر....

كليلٍ في عيون سوداء فقدت بصيصها

ورقعة الظلام تتسع

تبتلع ألواني

والساهرون دأبهم قيام

يناشدون الربَّ وعدًا منسيا

يتشبثون بساقِ زهرةٍ خجول

غطى الليل حمرة خديها

واغتال زرقة البحر في العيون

يازهرة

يازهرة

يازهرتي المتأرجحة

بين موت وحياة

بين الحلم وآخر ماتراءى لك من تأويله

بين الذكرى واهتياجاتها

بين القصائد النابضات والخوف المستطير

بينك وبيني

تمرد حكاية تأبى الأفول

ورحلة طويلة الأكمام

غزلت ثوبها من دمِ الوعد المسفوك

تجرجر حدوتة مساء يتأرجح

بمؤانسة نجماته.

 

(2)

لم تكن قصيدة

لكنها مزقت أوتار الكلام

وأسقطت القناع عن ملامح شتوية تتأرجح ما بين ربيع وصيف

حدث هذا دون حراك

وتلك اللهفة تتدحرج بصمت

عكس الاتجاه

عكس الاتجاه ياصاح

ولغة الجرح مُرَّة.. مُرَّة

وعصافير الله لا تحمل في مناقيرها العسل

وأبدًا لن تُطيرك فوق أجنحة الممكن

وأنت من أطعمت المستحيل أحلامنا الفتية

وصنعت للغياب ألف حُجَّة

ألف حُجَّة يا صاح

ولغة الجرح مُرَّة.. مُرَّة

***

 

ما كان ينبغي لك أن توقظ الحلم

وعين المساء تهبك أسباب التنائي

وأسبابًا للسير وحدك

عبر الدروب الحرجة

في حال كنا نحتاج لكثير من المسافات الواسعة

لنعرف في أي بقعة دَفَنَّا الضوء

وفي أي مكان فقدنا مفاتيح الحكاية

ومتى ابتلعنا تيه الصمت

وما كنت أريد أن أصمت

ما كنت أريد يا صاح

ولغة الجرح مُرَّة.. مُرَّة.

***

 

أنا لا أذكر متى تعلمت الوقوف عند حواف الأشياء

ولا أذكر متى تخليتُ عن فكرة أنه دائمًا هناك إمكانية أخرى

كل ما أذكره أني

نسيتُ رائحة الخسارة

ونسيتُ طعم قبلتك النيئة

ونسيتُ وكل محاولاتك الفاشلة في أن تتساوى وظلك

لن تتساوى وظلك

لن تتساوى يا صاح

ولغة الجرح مُرَّة.. مُرَّة

***

 

لقد مضى وقت طويل

وأنا أعجن كلماتك

وأنفخ عليها من نار قلبي لتنضج

ولكن كيف تنضج وهي لم تكن قصيدة

لم تكن قصيدة يا صاح

ولغة الجرج مُرَّة.. مُرَّة.

تعليق عبر الفيس بوك