عبدالعزيز الحبسي لـ"الرؤية": كومان لا يتحمل مسؤولية الخروج من "خليجي 24".. وأين دور اتحاد الكرة؟

 

 

< النجاح يأتي بالتخطيط السليم والبرامج واضحة المعالم

< هناك منتخبات في مراحل سنية مختلفة خارج الخدمة لمدد زمنية طويلة

 

الرؤية - وليد الخفيف

يرى المدرب الوطني عبدالعزيز الحبسي أن كرة القدم العمانية تحتاج إستراتيجية طويلة الأمد واضحة المعالم، مُعزَّزة ببرامج زمنية للتنفيذ بقصد إحداث التطور المنشود الذي يرضي طموحات وتطلعات الجماهير.. ويضيف الحبسي أنَّ اتحاد كرة القدم هو المعني بتحقيق هذا الهدف، معتبرًا أن وداع خليجي 24 من الدور الأول يؤكد أن العمل يفتقد للجودة المرجوة.

وقال الحبسي -في حوار لـ"الرؤية": ليس من الإنصاف أن يتحمل كومان وحده المسؤولية كاملة؛ فالجميع يتحمل المسوؤلية ولكن بنسب؛ فنفس الجهاز الفني المعاون الذي حقق لنا لقب النسخة الماضية فهل كان مميزا قبل عامين، والآن افتقد لهذا التميز، كما أن معظم اللاعبين أنفسهم هم من حققوا اللقب في الكويت؛ لذا أعتقد أننا لم نعمل بالشكل المطلوب في حين يعمل المنافسون بشكل أفضل ويتفوقون علينا.

وأضاف الحبسي: عندما نفوز أو نحقق لقبا، فالكل يتصدر المشهد، وتنهال عبارات الإشادة والثناء على الأتحاد، ولكن مع أول إخفاق يُلقى بالمسؤولية كاملة على المدرب وجهازه الفني، التقييم هنا يفتقد للموضوعية، ويحتاج لإعادة النظر.

وحول أسباب الإخفاق في "خليجي 24"، قال الحبسي: هناك عدة أسباب قبل وأثناء البطولة تتمثل في القائمة التي اختارها المدرب فلم تكن خياراته دقيقة، ويخطئ من يصف منتخبنا بالشباب عدا محسن الغساني وراشد العلوي والغافري والغبري، وثلاثة منهم غير أساسيين، فإنَّ معدلات الأعمار من 29 لـ32 سنة أو أكبر. وتابع الحبسي: عدم اتباع المدرب لتكتيك التدوير، نظرا لفارق المستوى، أدى لإرهاقهم، فظهروا بصورة صعبة في المباراة الأخيرة أمام السعودية، حتى أشار قائد المنتخب إلى أنَّ خمسة لاعبين طلبوا التغيير بين الشوطين، كما لم يُحسن المدرب التعامل مع مجريات البطولة، فدبَّ الإرهاق في صفوف الفريق.

وقال الحبسي: علينا أن نقيِّم عملنا ككل، ماذا قدمنا، ولم يقم به المنافسون؛ فالكل يعسكر ويخوض مباريات ودية فهذه ليس ميزة فردية، ولا ضمانة أكيدة لتحقيق الهدف، فهناك عمل مغاير يرتكز على الاستمرارية من جهة، وجودة المخرج المرهون بتطوير ملفات أخرى تعاني التلقيد والتراجع مثل ملف المسابقات المحلية، وملف المراحل السنية، وحسن إدارة الأموال. واستطرد: كيف نطالب بتحقيق ما نصبو إليه وهناك منتخبات خارج الخدمة لمدد زمنية طويلة، المنتخب الأولمبي متوقف من قبل عام، ولا يوجد منتخب للبراعم، ولا مراكز للموهبين والنخبة، ولاعبو منتخب الشباب من مواليد 2001-2002 يفتقدون للخبرة والتكوين إزاء مسابقات محلية ضعيفة لمدد زمنية قصير، والمعسكرات والمباريات الودية ليست كافية لهم، فهم ليسوا من نتاج منتخب الناشئين، وهي المرة الأولى لهم لخوض استحقاق رسمي.

وتابع الحبسي: هل عرض اتحاد الكرة إستراتيجية متضمنة لأهدافه وأدواته والمدة والميزانية على الجمعية العمومية حتى تحسابه عمَّا تحقق منها؟! وتساءل أيضا: هل طالب عضو في الجمعية العمومية "اتحاد القدم" بتقديم تلك الإستراتيجية؟! أعتقد أن الطرفين لم يلتقيا في نقطة واحدة.

وأكد الحبسي أنَّ عُمان زاخرة بالمواهب، ولكن الموهبة ليست الضمانة الوحيدة لتحقيق الهدف، مستندًا في ذلك إلى تجربته خلال عمله في الجهاز الفني لمنتخب الشباب حين تفوق منتخبنا الوطني على قطر، وتألق محسن الغساني وصلاح اليحيائي في تلك الفترة على لاعبين أضحوا الآن نجوما على مستوى القارة. وقال الحبسي: نحن نقيم عملنا بعمل منتخبات أضعف، والفارق يعود للاهتمام والمسابقة التي تصقل اللاعب بالخبرة، وهناك فارق كبير بين لاعب يشارك في مسابقة محلية ضعيفة وآخر يشارك في دوري أبطال آسيا".

وعن سر فوز البحرين باللقب رغم افتقادها للمسابقة القوية أو مشاركة أنديتها في المسابقات الآسيوية الكبيرة، قال: ما حققته البحرين حققناه مرتين عندما حصلنا على لقب خليجي 19 في مسقط وخليجي 23 في الكويت، وفوز البحرين يعود لعدة أسباب؛ منها: التعامل الجيد من المدرب قبل وأثناء البطولة، لقد أحسن تدوير لاعبيه بمشاركة 23 لاعبا في خمس مباريات ليتصدى للإجهاد البدني الناتج عن ضغط المباريات، والقراءة الفنية الجيدة والتعامل مع المباريات بواقعية.  وتابع الحبسي: ليس من المنطق الاعتقاد بأن فوز البحرين يجعلها أفضل من السعودية على سبيل المثال؛ فالتقييم يعتمد على كيفية المحافظة على المستوى لفترة زمنية طويلة، وهذا يحتاج لعمل طويل الأمد، والفوز في البطولة يعكس النجاح في التعامل معها، وليس حكما قاطعًا على تفوق كروي.

واختم حواره لـ"الرؤية" قائلاً: على اتحاد كرة القدم أن يتحمل مسؤولياته في تطوير اللعبة بشجاعة، وأن يعلن عن إستراتيجية واضحة للتطوير مُعزَّزة بسبب الارتقاء بكل مكوناتها، وحسن إدارة الأموال أولوية، والعمل المنظم هو سبيلنا الوحيد، والأندية نقطة الانطلاق الأولى، والاهتمام بالمراحل السنية مشروع المستقبل؛ فإذا كان بجُعبة المجلس الحالي مشروع، فعليه الكشف عنه وإلا فالأحلام ممنوعة والطموحات مقيدة.

تعليق عبر الفيس بوك