زين العابدين الضبيبي | اليمن
قلبي على عينيك يفتح بابي
والليل مستلقٍ على الأعتابِ
//
وكأنما بيني وبينك شارعٌ
من غُربةٍ ومكائدٍ و "جنابي"
//
ويهزُّ أشواقي الحنينُ نكايةً
فتخرُّ أعقابي على أعقابي
//
وتشقُّ في روحي الخُطى غاياتها
عبثاً إليكِ.. على خيولِ رغابي
//
وتعودُ كـ الذكرى تُقلِّبُ كـفَّهـا
ـ خلفَ الخيالِ ـ كسيرةَ الأهدابِ
//
ويطوفُ بي قمرُ الغيابِ بكفهِ
سوطاً يدربهُ على استجوابي
//
وأشمُّ همسَ العابرين على دمي
إن السرابَ يقولُ: همْ أصحابي
//
وأنا وحيدٌ مثل دعوة هاربٍ
صعدتْ ولمْ تحلمْ بطيفِ جوابِ
//
للريحِ أيامي..... لـلـهـفـةِ نارها
ما في خيالِ الفأسِ من أخشابِ
//
واللهُ في عينيكِ خبأَ عالماً
للعشقِ لمْ يخطرْ ببالِ كتابِ
//
يا من أراكِ على ضفافِ تلهفي
وطناً، وقد غصَّ المدى بغيابي
//
شربتْ مواعيدي السنينُ وأولمتْ
بدمي الحياةُ، وحطَّمتْ أنخابي
//
لكنَّ طيفُكِ ظلَّ لغزَ قيامتي
وهواكِ كالفينيقِ تحت ثيابي
//
يا من تروِّضُ بالعناقِ جوارحي
وتُعيدُ من دنيا الضلالِ صوابي
//
حتّى غدا فمُها النبيُّ معلمي
وفمي بسفرِ الخالدينَ صحابي
//
كم أظمأتْ عمري الرؤى بظنونها؟
ورحيقُ بسمتها يُحسُ بما بي
//
لكنني مثلُ البلادِ مـضـيَّــعٌ
وخناجرُ الأحبابِ كل مصابي
//
فالحربُ تُشبعُ جوعها بسنابلي
وتشيدُ مسكنها بنزفِ خرابي
//
وأنـا كـأغـنيـةٍ تعاتبُ لحنها
وتشذُّ عن إيقاعها المتصابي
//
لكنها بفمِ الظلامِ تكسرتْ
وتخثرتْ بمسامعِ الحجابِ
//
ركضتْ بي الأوجاعُ صوبَ كهولتي
وتسلَّقتْ سُحبُ الرمادِ شبابي.