على أبواب المؤتمر الخليجي المشترك الثالث للسرطان

عبيدلي العبيدلي

برعاية كريمة من لدن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الرئيسة الفخرية لجمعية البحرين لمكافحة السرطان، تُنظم جمعية البحرين لمكافحة السرطان، المؤتمر الخليجي المشترك الثالث للسرطان في الفترة 7-9 ديسمبر 2019.

ويكتسبُ المؤتمر أهمية خاصة؛ نظرا لطبيعة الظروف التي تمر بها المنطقة العربية.. فهو يأتي في مرحلة تشهد فيها هذه المنطقة مرحلة من أعقد المراحل التي عرفتها في تاريخها الحديث؛ بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار التي تواصل تداعياتها منذ أن أقدم البوعزيزي على إحراق نفسه في العام 2010. إذ ينزف العرب بسبب الاقتتال الطائفي، والصدامات العربية-العربية، بدلا من أن ترصد مخصصات الحروب للإنفاق على حملات مكافحة أمراض فتاكة مثل السرطان الذي بات يعتبر العدو الأول للإنسان عندما يتعلق الأمر بعدد ضحاياه.

إذ تشير التقديرات إلى أن المنطقة خسرت ما تصل قيمته إلى 35 مليار دولار (بأسعار عام 2007) بسبب الأزمة السورية. وتذهب تقديرات البنك الدولي إلى أن تدفق ما يربو على 630 ألف لاجئ سوري يُكلِّف الأردن أكثر من 2.5 مليار دولار سنويا. ويعادل هذا ستة في المائة من إجمالي الناتج المحلي، ورُبْع الإيرادات السنوية للحكومة. وهذا من سوريا فقط.

وعلى نحو مواز، ووفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية، فإن"1 من بين كل 5 رجال وواحدة من بين كل 6 نساء سيصابون بالمرض خلال حياتهم". كما أنَّ أمراض السرطان، قد حصدت في العام 2015 أرواح ما يقارب من 8.8 مليون شخصا". ومن المتوقع، وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، أن يصل عدد الإصابات بأمراض السرطان المختلفة حوالى 17 مليون حالة بحلول العام 2020.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه ورغم انتشار أمراض السرطان في بلدان العالم كافة، لكن تنال البلدان النامية، وفي القلب منها الدول العربية حصة الأسد. فحسب أحدث إحصاءات منظمة الصحة العالمية أيضا "يتسبب السرطان يتسبب بحوالي 7.9 مليون وفاة حول العالم سنوياً. حوالي 70% من هذه الوفيات، أي 5.5 مليون، تحدث حالياً في العالم النامي".

ولا تتوقف آثار السرطان السلبية عند زهق الأرواح فحسب، بل تتعدى ذلك إلى ما هو أشد سوءا، إذ إنَّ هناك كلفة اقتصادية تدمر خطط التنمية، وتعيق مشروعات تنفيذها.

فقد أظهر تقرير صادر عن مؤسسة ليفسترونج وجمعية السرطان الأمريكية، ونقل أرقامه موقع مؤسسة الحسين للسرطان، إن "التأثير الاقتصادي للوفاة والعجز اللذين يسببهما السرطان على مستوى العالم بلغ 895 مليار دولار أمريكي؛ مما يشكل 1.5% من الناتج العالمي الإجمالي. كما أن الإنتاجية المفقودة كنتيجة للانقطاع عن العمل بسبب السرطان بلغ نحو 69 مليار دولار أمريكي. وعدد سنوات العمر والإنتاجية المفقودة بسبب السرطان تسبب الهدر الأكبر الوحيد للاقتصاد العالمي".

مثل هذه الأرقام تستدعي -كما يقول الموقع- ضرورة "الاستثمار في التدابير الوقائية للسرطان مثل خدمات الكشف المبكر والفحوصات ذات الجودة العالية".

وعودة للمؤتمر الخليجي الذي سوف تحتضن البحرين أعماله على مدى ثلاثة أيام، يقول رئيس الرابطة البحرينية لجراحة التجميل د. شهيد فضل، في تصريح نقلته أجهزة الإعلام المختلفة، إن هذا "المؤتمر سيناقش أوراق عمل تتضمن آخر ما توصل اليه الطب في جراحة ترميم الثدي، والعنق والرقبة، والتي من خلالها يمكن استعادة الوضع الطبيعي للجزء المصاب بعد استئصال الورم، مضيفا أنه ستعقد جلسات علمية على هامش المؤتمر، إلى جانب الاجتماع الدوري لملتقى باريس لجراحة الثدي الذي يشرف عليه "معهد غوستاف روسي"، الذي يعد من أحد أكبر معاهد أبحاث السرطان في العالم والمركز الأوروبي الأول للسرطان".

وعودة للحديث عن المؤتمر الخليجي المشترك الثالث للسرطان، تجدر الإشارة هنا إلى أن نواة تأسيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان، تكونت في العام 1989 كمنظمة طوعية غير ربحية، قبل أن تشهر نفسها رسميا في العام 1991. ومنذ ذلك الوقت، توزعت أعمال الجمعية على ثلاثة محاور مركزية؛ هي:

- التوعية: انطلاقا من قناعة القائمين عليها أن الوقاية من أهم خطط مواجهة مرض السرطان، وتقليص نسب انتشاره. وقد حققت الجمعية ذلك من خلال حملات التوعية المتواصلة، التي تبدأ بترجمة المطويات التي تثقف المواطن، وعلى وجه التحديد أولئك المصابين بأحد أنواع أمراض السرطان، او الداعمين لذلك المريض. وتعكف الجمعية، كما جاء على لسان رئيسها د.عبد الرحمن إبراهيم فخرو: "على توزيع الكتيبات التعريفية والإرشادية التي تساعد المريض على فهم كيفية تشخيص الإصابة بالسرطان وما يعنيه. فقد تم إعداد وترجمة حوالي 18 كتيبا عن عدة أنواع من السرطان وتمت طباعة ما يزيد على 20000 نسخة تم توزيعها في المراكز الصحية المختلفة والعيادات والمجمعات الطبية التي تُعنى بمرضى السرطان في مملكة البحرين. وبلغت الكلفة الإجمالية لبرامج التوعية أربعين ألف دينار بحريني".

- تأسيس قاعدة بيانات علمية تقوم على دعم البحوث والدراسات ذات الصلة التي يقوم بها الأفراد أو المعهد وتوفير التدريب للأفراد المشاركين في مجال الوقاية من السرطان. وتشمل البيانات معلومات تتضمن الحقائق ذات العلاقة بأمراض السرطان، وعناوين المراكز المتميزة في معالجة السرطان...إلخ.

- توفير الدعم المالي لمن هم في حاجة لذلك؛ من خلال المساهمة في كلفة علاج من لا يستطيعون تحمل تلك الكلفة بالاعتماد على مصادرهم الخاصة فقط.

وكما تُشير إحدى عضوات اللجنة المنظمة اللجنة المنظمة، يُشكل هذا المؤتمر علامة فارقة في مسيرة المؤتمرات التي سبقته "سواء من حيث نوعية المحاضرين؛ حيث حرصت الجمعية على أن تدعو علماء لهم بصمتهم المميزة في العلاجات الحديثة التي ما تزال في مراحلها المبكرة؛ الأمر الذي من شأنه الارتقاء بمستوى المعرفة الطبية لدى المهتمين بهذا الموضوع في منطقة الخليج العربي. هذا إلى جانب ورش العمل المتخصصة التي ستقام على هامش الجلسات العامة، سوية مع تلك الساعات المخصصة للطلاب والمتخصصين الذي سيتلقون محاضرات علمية تضاف إلى ساعات الدراسة أو التدريب التي أمضوها في مقارهم".