"جارديان": حضور ترامب قمة "الناتو" يثير قلق الأحزاب البريطانية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة جارديان البريطانية إن الاهتمام السياسي البريطاني سيتركز خلال قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" المقرر يوم الأربعاء، على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي افتتاحياتها، ترى الصحيفة أن ذلك الأمر سيحدث حتى لو لم تكن بريطانيا في خضم حملة انتخابية، لكن قرب الانتخابات يعني أن تسليط الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي- التي تبدأ اليوم الإثنين- التي لا تحظى بشعبية كبيرة أمر لا مفر منه. والأمل- أو حتى الخشية- من أن ترامب سيمارس لعبته المفضلة- من خلال الإدلاء بتصريحات غير محسوبة تؤثر على العملية الانتخابية- في اللحظة الأخيرة في الحملة هو ما يشغل الأحزاب السياسية المتنافسة هذا الأسبوع.

ويعترف حزب العمال وأحزاب المعارضة الأخرى سراً بأنهم يترقبون إمكانية أن يدلي ترامب بأي تصريح لتأكيد مزاعمهم بأن الخدمات الصحية وأسعار الأدوية ستكون جزءًا لا يتجزأ من أي صفقة ثنائية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولو حدث هذا، فقد تتقدم حملة حزب العمال المتعثرة، فجأة إلى الأمام.

وعلى الرغم من أن ترامب يؤيد رئيس الوزراء بوريس جونسون إلا أن هذا سبب كافٍ لافتراض أن ترامب لن يفعل شيئا يضر حملة جونسون الانتخابية. لكن مع ترامب كل شيء متوقع. ويدرك المفكرون الاستراتيجيون لحزب المحافظين منذ فترة طويلة أن قمة الناتو وحضور ترامب يضعهم في مأزق محتمل. ومن المؤكد أنهم كانوا يعملون ساعات إضافية لإقناع البيت الأبيض بأنه يجب على الرئيس الالتزام بشدة بالنص المفضل لمضيفيه.

وتتمتع بريطانيا بسجل حافل من الالتزام تجاه حلف الناتو مقارنة بأي من الحلفاء الـ28، باستثناء الولايات المتحدة، التي ستجتمع خارج واتفورد لحضور القمة يوم الأربعاء. لكن الناتو يواجه الآن التزام ترامب غير المؤكد بالتحالف. ومثال على ذلك في الآونة الأخيرة انسحاب واشنطن من شمال سوريا للسماح لتركيا وهي عضو في الناتو أيضًا، بالغزو.

وفي الوقت نفسه فإن تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون ووصفه بأن الناتو يعاني من "الموت الدماغي" واقتراحه بناء "تحالفات وطرق جديدة للتعاون" ضد تهديد الإرهاب، تسببت في حالة من القلق؛ فأعضاء الناتو في أوروبا الشرقية يرون روسيا هي التهديد الرئيسي وليس الإرهاب.

كل هذه القضايا سيتم مناقشتها هذا الأسبوع. لكن ليس من الواضح أنه سيتم حلها بطريقة حاسمة. ومن المتوقع أن تنشئ القمة "مجموعة من الخبراء" للعمل على شكاوى ماكرون. وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من ارتفاع الإنفاق الدفاعي الإجمالي في الناتو، إلا أن الأرقام أظهرت أن الإنفاق لدى 19 من الحلفاء الـ28 لا يزال دون تعهد الناتج المحلي الإجمالي البالغ 2% والمتفق عليه في عام 2014.

وترى الصحيفة أنه من المنطقي أن تعمل بريطانيا مع فرنسا لقيادة وإعادة تعريف دور الناتو من الجانب الأوروبي. لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يجعل بريطانيا بعيدة كل البعد عن "القيام بالمزيد على الساحة الدولية"، كما يزعم بيان حزب المحافظين.

وإذا كان هذا الادعاء صحيحاً، فستكون جميع الأنظار متوجهة حول ما إذا كانت قضايا الناتو الصعبة قد تم حلها بشكل حقيقي أم لا. ولأن الادعاء خاطئ، فكل الأنظار ستنصب ببساطة على ترامب وتأثيره على الحجج البريطانية الداخلية.

تعليق عبر الفيس بوك