حمود بن علي الحاتمي
تحتفل بلادي بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد وقد تحقق لعُمان ما عاهد به مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، شعبه ووفى بعهده من رخاء وتقدم وازدهار.
مسيرة تسعة وأربعين عاما حفلت بالعمل الوطني الجاد المخلص، بقيادة قائد ذي فكر ثاقب يخطط ويعمل ويوجه أبناء وطنه ويشاركهم العمل؛ فكان يقف على كل منجز، فما إن ينتهي من خطة خمسية حتى تأتي خطة أخرى وقد حملت معها منجزات أخرى تحمل تطلعات المواطنين نحو مزيد من الإنجازات.
والمتأمل في مسيرة النهضة المباركة يُدرك أنها قائمة على خطط إستراتيجية تستوعب تطلعات الحاضر والمستقبل، وتستوعب طموحات الشباب الحالمين نحو المجد الزاهر.. عطاءات النهضة المباركة عمَّت السلطنة من أقصاها إلى أقصاها؛ فمدارس للبنين والبنات في كل سهل وجبل، تُدرَّس فيها مناهج وبرامج تعليمية متطورة، تصحبها فعاليات متعددة؛ أبرزها: جائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة في البيئة المدرسة، وكانت مخرجات تلك المدارس عالية الجودة.
وتشكل جامعة السلطان قابوس منارة للعلم؛ لما لها من سُمعة طيبة وإنجازات علمية، إضافة إلى الكليات المنتشرة في السلطنة بمختلف تخصصاتها، رافدًا لسوق العمل بكفاءات مجيدة، وتسهم في عجلة التنمية، وتشكل شبكة النقل البري لبنةً مهمةً من لبنات النهضة المباركة؛ كونها تربط مختلف محافظات السلطنة بشبكة طرق حديثة، أسهمت في النشاط الاقتصادي والاجتماعي، ويمثل مطار مسقط الجديد منجزا وطنيا عظيما؛ لما يتميز به من مميزات ومواصفات عالمية، حاز إعجاب العالم، كما أن منطقة الدقم الاقتصادية تمثل مستقبلَ الاقتصاد العماني في المرحلة المقبلة، فضلا عن منطقة صلالة الحرة وميناء صحار بوابة عمان البحرية وجزء من شريان الاقتصاد الوطني.
منجزات عديدة قد تحقَّقت في عهد النهضة المباركة بقيادة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، جعلت الإنسان العماني يعيش في رخاء وهناء، وينتظر يوم الثامن عشر من نوفمبر من كل عام يوماً وطنيًّا ليعبر فيه عن فرحته بما تحقق، ويتم التعبير عن تلك الفرحة من خلال المشاركة في فعاليات الاحتفالات الوطنية، وكذلك إظهار الفرح في تفاصيل الحياة اليومية من خلال توشح أعلام السلطنة مصحوبة بصور صاحب الجلالة -يحفظه الله- وتزيين السيارات بملصقات أعلام السلطنة، وصور صاحب الجلالة، وعبارات تحمل مضامين وقيمًا وطنية تؤكِّد أصالة هذا الشعب وحبه لوطنه وسلطانه، وما أجمل براءة الأطفال وهم يُعبِّرون عن وطنيتهم في روضاتهم ومدارسهم بممارسات بريئة!
من الجميل أن نستثمرَ هذا الشعور، ونذكِّر الكبار ونعلِّم الصغار بأن الوطنية أن تحافظ على مكتسبات وطنك كمدرستك التي تنهل فيها العلم، والحديقة التي تقضي فيها أوقاتك ومتنفسك بعد البقاء في المنزل.. الوطنية أن تخلص في عملك وتجد وتخلص فيه، وتذكروا أن الوطنية أن تُسهم في كل عمل تطوعي يخدم عمان، ويجب أن نعي أن الوطنية كيف تبقي شواطئنا وودياننا وجبالنا طبيعة بكرًا نظيفة، والوطنية تتجلى في أخلاقك عندما تكون خارج الديار متمثلا للقيم العمانية الأصيلة التي أصبحنا نُعرف بها أينما نكون.
الوطنية أن نرفع علم عُمان في المحافل الدولية من خلال الإنجازات الرياضية والعلمية والثقافية.. أن نستمر في إشاعة الأخوة العمانية والمحافظة على الوحدة الوطنية ولا نتأثر بالأفكار الهدامة.. أن نلتزم بالقوانين والأنظمة في جميع ممارساتنا اليومية.
يجب أن نعي أن الوطنية ممارسة قبل أن تكون مجرد احتفالات.