"فورين بوليسي": ترامب ينسف آمال الفلسطينيين مرة أخرى

ترجمة- رنا عبدالحكيم

قال تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن عدم اعتبار الولايات المتحدة المستوطنات الإسرائيلية المدنية على الأراضي الفلسطينية انتهاك للقانون الدولي، يمثل ضربة أخرى من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنسف آمال الفلسطينيين في قيام دولتهم المستقلة.

وبحسب التقرير الذي أعده كولوم لينش كبير المراسلين الدبلوماسيين في الأمم المتحدة وروبي جرامر مراسل فورين بوليسي، فإن هذه الخطوة تمثل تحولا تاريخيًا يتعارض مع عقود من السياسة الأمريكية ويمثل الأحدث في مجموعة من التحركات المؤيدة لإسرائيل التي يمكن أن تقضي فعليًا على الآمال في حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال بومبيو إن القرار لا يعني أن الحكومة الأمريكية تعرب عن وجهات نظرها حول الوضع القانوني لأي تسوية فردية أو "تحكم على الوضع النهائي للضفة الغربية".

ويمثل هذا القرار أحدث الطرق التي قوضت بها إدارة ترامب مطالبات الفلسطينيين بإقامة دولتهم لصالح أقرب حليف تاريخي لها في الشرق الأوسط، حيث منحت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصارا سياسيا آخر، وهو يكافح من أجل البقاء في الحكم، بعد فشله في تشكيل حكومة ائتلافية.

وخلال سنواته الثلاثة الأولى كرئيس، نقل دونالد ترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وأجبر البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن على الإغلاق وخفض التمويل إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". وبشكل منفصل، اعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية، فيما يمثل تحولا جذريا للموقف الذي كانت تتخذه الإدارات الأمريكية السابقة منذ أكثر من 50 عامًا.

وواجهت إدارة ترامب انتقادات من خبراء ومسؤولين سابقين لرفضهم إطلاق خطة السلام بعد تأخير متكرر أو الإصغاء لنصيحة كبار الدبلوماسيين في الإدارة. وفي أواخر الشهر الماضي، كشف كبير الدبلوماسيين بوزارة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط ومساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر، أنه ليس لديه أدنى فكرة عما كان في خطة جاريد كوشنر للسلام وأنه لم يقم بأي دور في المساعدة في صياغتها.

ويحذر بعض الخبراء من أن أحدث قرار لبومبيو قد يؤدي إلى تآكل الآمال في حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في غياب اقتراح بديل لخطة كوشنر. وقال إيلان جولدنبرغ مدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط بمركز الأمن الأمريكي الجديد: "العواقب عديدة، فهذا يطيح بـ40 عامًا من تاريخ الولايات المتحدة تجاه تلك القضية دون سبب وجيه على الإطلاق، إنه يقوض تماما دور أمريكا كوسيط موضوعي في الصراع، إن لم يكن قد حدث هذا بالفعل".

وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "لا يشكل ذلك مفاجأة، لكنه لا يزال أمرا شائنًا"، مضيفة أن إدارة ترامب أصبحت الآن "شريكًا في الجريمة" مع إسرائيل.

وأضافت عشراوي أن نوااي إدارة ترامب كانت واضحة من خلال قبول ضم الضفة الغربية والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والسعي لحرمان ملايين اللاجئين الفلسطينيين من مورد مالي لهم. وشددت على أن "القانون الإنساني الدولي لا يكن التلاعب به أو إعادة تصميمه لدعم الاستيطان الإسرائيلي".

وقال دان شابيرو سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل والذي خدم في عهد إدارة أوباما، إنه يشعر بالقلق إزاء التعبات المستقبلية للقرار الأخير.

وأضاف شابيرو "لكن بقدر ما يُنظر إلى هذا القرار على أنه ضوء أخضر لتشجيع التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، يجب أن يكون واضحًا أن ترامب يواصل جهوده المستمرة لوأد حل الدولتين".

تعليق عبر الفيس بوك