فوزي عمار
مصطلح البارادايم ونظرية الذهن
Paradigma & Theory of mind
يُطلق على البارادايم «نظّارة العقل» أوهو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة، وأول من نحت هذا المصطلح هو توماس كون في أربعينيات القرن الماضي.
ويقصد بالبارادايم رؤية الإنسان للأشياء من خلال زوايا نظر تخصه وتختلف من شخص لآخر حسب ثقافته ودينه وسلوكه وخبرته وعاداته وتقاليده وهي تتغير من زمن لآخر كلما اتسع إدراك الإنسان وثقافته. فالمعنى في بطن القارئ وليس فقط في بطن الشاعر كما يُقال.
ففهم الناس للنص يعتمد على ثقافة الشخص ومستواه التعليمي وهل يتعامل مع ظاهر النص أم مع باطنه.. بل وحتى حالته النفسية وظروفه الاجتماعية والاقتصادية.
والنص حمَّال أوجه كما يُقال حتى في النص المقدس لذلك اختلفت رؤى المتلقين حوله وانقسموا إلى ملل ونحل واختصموا وتشكل الخطاب الديني الذي يقترب ويبتعد عن النص الأصلي لأسباب عدة منها أهمها السياسي..
فعندما ظهرت فلسفة التقويض أوما يُسميها عبدالله الغذامي وجابر عصفور بالتفكيكية، بعد نيتشة وفي نظرهم أنَّ الحقيقة تُبنى Constructed وليس مكتشفة Discovered كما هي في فلسفة أفلاطون.
وكان أوضح مثل في الترجمة في هذا المجال هو ترجمة المنفلوطي، فالمنفلوطي هو التقويضي الأول عند كثيرين، فالكثيرون يميلون لمصطلح التقويض بدلاً من التفكيكية، لأن التفكيك يعني التحليل والتفسير للنص بينما التقويض يعني الهدم وهوما تعنيه فلسفة جاك دريدا الذي قال:( لا شيء خارج النص).. ولكن للنص أكثر من قراءة ومفتوح على تأويل حسب عوامل عدة أهمها البارادايم ونظرية الذهن.
نظرية الذهن Theory of mind تشبه كثيرا البارادايم حيث نعتقد أن الآخر يعيش نفس ثقافتنا وظروفنا رغم اختلاف المكان والزمان واللغة والثقافة والديانة والعُرف. ونحكم عليه وعلى مواقفه من خلال منظورنا نحن،
وليس منظوره هو وفي الزمان والمكان والمحيط حوله.