معًا لتنفيذ إستراتيجية مسندم

فايزة الكلبانية

 (1)

مسندم جوهرة الشمال العماني، المعروفة على مر التاريخ بـ"رؤوس الجبال"، والتي تتميز بموقع إستراتيجي فريد من نوعه، قلما نجده في أي دولة بالعالم؛ فهي تطل على مضيق هرمز أهم ممر ملاحي في الشرق الأوسط، يُسمِّيه البعض "مفتاح الخليج العربي"، وهي أيضا تطل على بحر عمان من الجانب الأيمن، وعلى الخليج العربي من الجانب الأيسر، تقف مسندم شامخة على رأس الخليج.

الآن مسندم باتت وجهة استثمارية رائدة، بفضل جملة من الحوافز والامتيازات التي خص بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- محافظة مسندم وأهلها، بما يضمن تحقيق الانتعاش والحراك الاقتصادي والاستثماري بالمحافظة من منطلق الاستفادة من الامتيازات المتاحة والموقع الإستراتيجي الفريد. لكن هذا الحراك لا يزال في حاجة لجهود مكثفة وسريعة وخطوات جريئة تقودها الجهات المختصة حكومية وخاصة ليتم تفعيل هذه المزايا وتشجيع وتعريف الراغبين بالاستثمار بالمحافظه، وآليات ومراحل العمل المطلوبة، إلى جانب الوقوف على التحديات التي تعيق حركة الاستثمار بالمحافظة ومعالجتها بشكل عاجل، آن الأوان لجذب المزيد من المستثمرين والاستثمارات لمسندم واستغلال ما تمتاز به من مقومات.

هناك اهتمام كبير يُوليه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بمحافظة مسندم، ولمَ لا وهي المحافظة التي تطل على مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله نحو 90% من الصادرات النفطية لدول الخليج، إضافة لكونه بوابة التجارة التي تربط بين الخليج وبقية دول العالم، ولكننا إلى اليوم لم نصل لدرجه استفادة كبيرة تجاريا واقتصاديا من هذا الموقع الجغرافي، وكلي يقين راسخ بأنَّ الجهود الحكومية المتواصلة ستؤتي ثمارها في القريب العاجل بمشيئة الله تعالى، لاسيما وأنَّ إستراتيجية مسندم يقوم على تنفيذها نحو 21 جهة حكومية وخاصة.

(2)

يُشكِّل المرسوم السلطاني السامي الخاص باستحداث منصب وزير الدولة ومحافظ مسندم، نقلة نوعية للمحافظة، واستبشر أهالي مسندم خيرا بهذا التكريم السامي، لتكون لهم صلاحيات أعم وأشمل في تطوير بيئة الاعمال والخدمات بالمحافظة، ومن خلال الحوار الذي نشر عبر صفحات "الرؤية" بالأمس مع المهندس سالم الناصري الرئيس التنفيذي لمكتب تنفيذ إستراتيجية مسندم، والذي أوضح فيه أنه قد بدأ تنفيذ إستراتيجية مسندم مع بداية تنفيذ الخطة الخمسية التاسعة، أي بداية العام 2016م، إلى جانب التأكيد على تنفيذ مشروع تحسين الطريق الساحلي خصب – تيبات، وصل إلى مراحل متقدمة، حيث تتجاوز نسبة الإنجاز 96%، ومن المتوقع الانتهاء منه بنهاية العام الجاري. مشيرا إلى أنَّ الخطة تقضي بأن يرتفع عدد السياح القادمين للمحافظة إلى أكثر من مليون و200 ألف سائح في العام بحلول العام 2040م. كما أكد أنه ومن المتوقع الانتهاء من إنشاء الكلية التقنية بمسندم في سبتمبر 2022م لاستقبال الدفعة الأولى من الطلاب.

(3)

وللتسهيل أمام الراغبين بالاستثمار في مسندم، تفضل خلال هذا العام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فأصدر توجيهاته السامية الكريمة بتقديم بعض الإعفاءات من الضرائب والرسوم لأي مستثمرٍ جديدٍ يرغب في إنشاء مشروع سياحي بمحافظة مسندم؛ استثناءً من أية أنظمة معمول بها في هذا الشأن بهدف تنشيط الجانب السياحي في هذه المحافظة.

وقضتْ التوجيهات السامية بالإعفاء من الرسوم الجمركية المترتبة على مواد البناء والأدوات والتجهيزات التي يتطلبها المشروع السياحي أثناء فترة التشييد والإعفاء من (الرسوم السياحية المحددة بـ4% والرسوم البلدية المحددة بـ5%، بدءًا من التشغيل الفعلي للمشروع ولمدة عشر سنوات. كما قضت توجيهات جلالته السامية كذلك بالإعفاء من ضريبة الدخل على الشركات البالغ قدرها 15% بدءًا من التشغيل الفعلي للمشروع ولمدة عشر سنوات. وتفضل جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- في الوقت نفسه بالأمر السامي الكريم بأن يتم تفعيل هذه الإعفاءات اعتبارًا من أول يونيو من العام الجاري... لكن ولزيادة التفعيل لهذه الاوامر السامية لابد أن تتكاتف الجهود بعمل حملات توعوية وتثقيفية وندوات تحفيزية بآليات تفعيل هذه الاوامر السامية لتصل لأكبر قدر ممكن من الشباب العماني، والمستثمرين الراغبين بالاستفادة من هذه التسهيلات.

(4)

إنني هنا ومن خلال هذا المقالا أرفع شعار "معا لتنفيذ إستراتيجية مسندم"، هذه الإستراتيجية التي قد أسندت مهمة تنفيذها إلى 21 من الجهات الحكومية والخاصة كل حسب اختصاصه، ويعمل مكتب تنفيذ إستراتيجية مسندم على متابعة التنفيذ مع تلك الجهات وتقديم الدعم اللازم لها عند الحاجة. لتكون رؤيتنا مواكبه لرؤى قائد البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- لتكون هذه الثقة السامية محل تنفيذ سريع، ودافعا للحراك والانتعاش الاقتصادي والاستثماري والخدمي بالمحافظة، لابد من تنفيذ سريع لتغير الواقع إلى غد أجمل، هذا الانتعاش سيكون سببا في إقبال الناس للإقامه والاستثمار في مسندم، والتوسع اللوجستي سيكون فرصة لإنعاش الحركة البحرية والتبادلات التجارية والملاحية، وفرصة لزيادة شريحة رواد الأعمال وتقليل أعداد الباحثين عن عمل بالتوجيه وتسهيل تحدياتهم.