الأغبري: مشروع السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني مرتكز لحياة جامعة دون تمييز

 

مسقط- الرؤية

قال المكرم الدكتور إسماعيل بن صالح الأغبري عضو مجلس الدولة إن مشروع السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني هو مرتكز لحياة جامعة للجميع وهو إنه يدعو لبلوغ السفينة بر الأمان، ومشروع يرى أن حق الحياة حق للجميع بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنس أو الدين أو القومية أو الوطن.

جاء ذلك خلال مداخلة للمكرم الدكتور على هامش تدشين مشروع إعلان السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني، الذي أقيم ضمن فعاليات الاحتفال بيوم التسامح العالمي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.

وقال الأغبري: مناسبات متقاربة ذات صلات وثيقة فالعيد الوطني التاسع والأربعون في الثامن عشر من نوفمبر يوم تطيب وتتطيب به الأرض العمانية إذ كان بناء وإعمارا وأسفر عن وجه جديد مشرق مضئ لعمان وأهلها منحها ابتسامة وصار الوجه وجها عمانيا مليحا لما أعقب ذلك اليوم من وهج وشعاع وما كان من أمن لعمان واستقرار.

وفي السادس عشر  من نوفمبر من كل عام يحتفي أبناء آدم وأحفاده والذين يقيمون على وجه هذه الأرض باليوم العالمي للتسامح اختلفت آراؤهم وتباينت أفكارهم وثقافاتهم وكل إلى نهج رآه يصير إلا أن إنسانية الإنسان جامعتهم وكرامة بني آدم غاية العقلاء منهم ومقصد الحكماء من ساستهم ومثقفيهم.

الوئام الإنساني التسامح العالمي الإئتلاف البشري التشارك بين أحفاد آدم كلها تؤدي إلى وصال سكان الكوكب الأرضي وإيحاد أرضية مشتركة فالقواسم كثيرة والجوامع لهذه الأمواج من البشر عديدة عديدة.

جلالة السلطان قابوس وهو ذو النزعة الحقوقية والإنسانية خطابه دائما خطاب جامع ينطلق من خطاب يا أيها الناس وهو لهم شامل بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنس أو القومية أو الدين أو الفكر أو الثقافة اتخذه جلالة السلطان منهجا وارتضاه غاية ومقصدا لا تعرف سياسته ازدواجية معايير ولا تقلب خطابات ولا تبدل مواقف ولا يؤمن بنظريات لا ترى شمس الواقع ولا تلامس حقيقة العيش المشترك.

لم يزل جلالة السلطان يردد بلسان الحال والمقال أنه لا يريد أن يرى على خارطة العالم بلدا لا تربطه بالسلطنة صداقة وذاك ما تحقق فالسلطنة تبتعد عن كل مزعج من مزعجات الإقليم والعالم لكنها لصيقة ب والصلح خير وتركن إلى فأصلحوا بين أخويكم وهو القائم عمليا.

واليوم والعالم يحتفي باليوم العالمي للتسامح الإنساني وقد اجتمع لفيف من حكماء بني آدم والتقى جمع من عقلاء بني البشر في جاكرتا عاصمة أندونيسيا يتم الإعلان عن مشروع السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني وهو مشروع طموح واعد فالكرة الأرضية تشهد جموعا من السكان يتجاوزون ثمانية مليارات منهم يتجاورون ويشتركون في جغرافيا وبينهم منافع ومصالح فكأن الأرض سفينة هذه المليارات وكلهم عليها وفيها ومنها وإليها وهذه السفينة في عرض البحر ووسط أمواج هادرة ومزعجات كثيرة تؤخر عبورها نحو الشاطئ ومن ظل طويلا وسط أمواج البحر تعثرت سفينته وتآكلت ألواحها وكاد يغرق أهلها فلا أمن لهم ولا سلام إلا ببلوغهم الشاطئ.

إن جلالة السلطان قابوس- وهكذا هي رؤية ساسة عمان والشعب عبرون قرون وقرون وقرون- يرى أن الحياة هبة الله للخلائق فكيف ينازع إنسان الله في هبته بالعدوان على حياة آخر من أبناء آدم.

إن لسان حال المشروع يقول لماذا نكون قابيل وهابيل يرغب أحدنا في منازعة الله ما وهب ودعوة في هذا المشروع أن نكون إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام كل منهم تمم للآخر وعضده وسانده وأيده ودعمه وقواه اتسعت شرائعهم وحوت مختلف الشرائح.

إن مشروع جلالة السلطان للمؤتلف الإنساني هو انعكاس وترجمة عملية لما يدين به أهل عمان من مواريث سياسية وثقافية فالإنسان خليفة الله في أرضه ولا ينبغي المساس بالخلافة حتى لا يضطرب حبل سفينة الحياة.

إنه مشروع يؤكد على أن عمان همزة وصل ولا تعرف سبيل همزات القطع بالمفهوم السياسي ومن هنا نرى تجلي هذا المسعى في علاقات السلطنة مع الإقليم والعالم حسن جوار مع الكافة وهمزات وصل مع قريب الدول وبعيدها جغرافيا يسلم الكوكب من لسانها أو إعلامها ويسلم العالم من كل فعل منها يعكر صفو الحياة.

إن السلطنة تتخذ من السلام منهجا فالمعبود من أسمائه السلام والدار التي أعدها للمؤمنين دار السلام والباب الذي يدخلون منه هو باب السلام وتحيتهم فيها سلام والتحية بينهم في الدنيا السلام عليكم والرد عليها وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

العمانيون لهم فلسفة في هذه التحية إنهم يعتقدون أن مجرد قول السلام عليكم يعني إعطاء الآخر بأن لا عدوان عليه لا لفظا ولا حسا فإذا رد الآخر بأحسن منها فهذا عهد آخر بأنه لن يقوم بعدوان نفسي ولا مادي على من سلم عليه وتبادل السلام عليكم بمثابة ميثاق غليظ أن لا يغدر أحدهما بالآخر ولا ينكث فهذه التحية مثياق وعهد ووعد لازم منجز.

إن هذه الفلسفة التي آمن بها ساسة عمان قديما وحاليا وعليها الشعب هي المخلص من هزات العالم لورتوسعت هذه الرؤية وهي المنقذ للسفينة من الأعاصير والزلازل والبراكين بين بني آدم.

إن هذه الفلسفة التي عليها جلالة السلطان سبيل خير للعالم بأسره ولذا لا نرى السلطنة تنخرط في مزعجات الإقليم والعالم ولا تدخل في أكدار بني البشر بل تقوم بالتسهيلات إطفاء للفتن وتقريبا بين وجهات النظر وتخليصا لعاني وفكا لأسرى فحق الحياة للجميع محرك أساس لساسة عمان قديما وحاليا.

بين العالمين مصالح وبينهم تبادل منافع ويشتركون في ممرات وحدود وبحار وهذا يقتضي هدؤ العالم واستقراره.

آن لهذا العالم أن يهدأ وآن لبني البشر أن يستقر وآن للريح أن تنكسر وآن للموج العاتي أن يتلاشى وآن للأعاصير أن تضعف وحان وقت خمود كل بركان وسكون كل زلزال والسلطنة مع كل وسيلة ذات ابتسامة للعالم أجمع.

حفظ الله عمان وجلالة السلطان وحفظ الله سفينة الحياة من مكدرات العيش المشترك وحفظ الله العالمين ببسطهم البساط الأخضر للجميع.

تعليق عبر الفيس بوك