سميرة الزغدودي (شاعرة قرطاج)| تونس
في عشقِهِ ماعدتُ أعرفُ مَنْ أكونْ
ولغـيـرِ قلبي قـلبُ إلـفيَ لـنْ يـكونْ
//
كم غصت في لجج الهوى ببحوره
وسقيته عشقي و انواع الفنون
//
مَـالـي ولـلأيامِ تـَحــرقُ مُـهــجَـتـي
وتُذِيبُ قلبَ الـصَّبِّ هاتِيكَ الشُّجُونْ
//
وتَـمُـرُّ دون هوادةٍ في خَـافـقـــي
مكلومَةَ الإحسَاسِ تُجبِرُهَا السُّنون
//
بـالعـشـقِ أحـيا في النَّـقاءِ وطُهْرِهِ
فالـقـلبُ لايرضَى بأحوالِ المُـجُونْ
//
مــاذا أخُـــطُّ وكــيـــفَ أقـــرأُ وُدَّهُ
فَـلـقَد رأى الإقبـالَ في لـغةِ العيونْ
//
عَـبَـثَ الـهوى بالـنـبـضِ زادَ تَـوَهُّجاً
ليـصـادف الأشواقَ في قلبٍ حَنونْ
//
إن قالَ كونيْ يا حبيبةُ وردةً
عطرتُ شوقي في مدى كاف ونونْ
//
بلقائنا أرقى الجنان وليتني
من بعده في الحب ماذقت المنون
//
فارفقْ سـألـتـُكَ بالـتي اشْتاقت ولا
تبـخلْ بـوَصلٍ إنّني أخشَى الجُنُونْ
//
فلتقترب مني ودعك من النّوى
فالنفس تأبى أن تساورها الظنون
//
ليكن هوانا مثل روض زاهر
فالودّ عطّر روحنا كالزيزفون.
//
صِـلْـنِـي بـربِّـكَ يـا حبـيـبـي لاتـكـنْ
في الحُبِّ ممن يوعِدونَ ويُخلفونْ
//
مالي سواك وكم أفاخر أنّني
لك موطن وغدوت لي كل الشؤون
//
لاتستبق خطوي وكن قربي مثيل
العين والرمش الجميل مع الجفون
//
وعليّ جُدْ بالأغنيات جميعها
أطلق جناح الشدو يا عذب اللّحون
//
لتصادق الأطيار في هذي الرّبى
وتهز كالحسون خاصرة الغصون
//
البدر يبسم في ليالي أنسنا
فالعشق منه الكون يحيا في فتون
//
الحسن كل الحسن جُسّد فيك لا
ترحل ففيك أكون أو لا لن أكون