يوم الانتخابات الكبير

مسعود الحمداني

(1)

اليوم.. هو يوم الانتخابات الكبير، حين يذهب الناخبون إلى المراكز الانتخابية، لاختيار مرشحهم للفترة المقبلة لمجلس الشورى، العضو الذي سيحمل مطالبهم، ويطالب بحقوقهم، ويعينهم على الوصول إلى حياة أفضل، ويعمل ليل نهار من أجلهم، ويسعى لخدمتهم دون كلل أو ملل.

طبعا هذا ما يأمله الناخبون.. والبقية على من سيحمل هذه الأمانة.

(2)

دفع كثير من المترشحين أموالا طائلة لحملاتهم الانتخابية، ودفع بعضهم من (تحت الطاولة) لكسب أصوات الناخبين، وعمل آخرون بجد واجتهاد على وضع رؤية واقعية ومحددة للعمل بها حال فوزهم، بينما باع آخرون الوعود والأوهام لمرشحيهم من خلال سقفٍ غير واقعي، وغير محدود للمطالبات، كل ذلك من أجل الوصول إلى المجلس، ومن ثم سيبدأ الاختبار الحقيقي لتطبيق ما قاله هذا العضو أو ذاك.

ستبدأ بعد الجلوس على الكرسيّ مراقبة العضو من قبل ناخبيه.

(3)

يسعى البعض للمجلس من أجل وجاهة اجتماعية، بينما يسعى آخرون من أجل منافع شخصية يتوقعونها، ويسعى فريق ثالث لتجريب فرصته، وفريق رابع يسعى لتثبيت قبلية معينة، وهناك فريق يسعى للمصلحة العامة فعلا -وهو الجدير بالانتخاب- وهو يعرف ما له وما عليه تحت القبة البرلمانية.. كل هذه الفئات موجودة اليوم، لتحقيق ما خططوا له بالأمس.

فهل يصدق الغد فيما وعدوا به؟!!

(4)

الناخب كذلك ينقسم إلى أقسام مختلفة: ناخب واعٍ يعرف من يختار، وناخب تابع يتبع (الجماعة)، وناخب قبلي يرشح من ترشحه القبيلة، وناخب قبض ثمن ترشيحه مسبقا، وناخب لا يهمه من ينتخب، وناخب يرشح من يخدمه في الوزارات، وناخب صامت يرى ولكنه لا يسمع ولا يتكلم.

في النهاية الناخبون هم من يتحملون نتيجة انتخابهم، وهم من عليهم أن يحاسبوا أنفسهم إن جاءت ترشيحاتهم خارج ملعب توقعاتهم.. خاصة من قبض الثمن مسبقا.

(5)

تأتِي هذه الانتخابات وسط الكثير من القضايا المهمة التي أثقلت كاهل المواطن لفترة طويلة، ويعلّق آماله على جدية الأعضاء الجدد في مناقشتها، وتصدّيهم لها، فهناك العديد من القضايا التي ستطارد الأعضاء الجدد؛ على رأسها: قضية الباحثين عن عمل، وحقوق الموظفين الغائبة منذ زمن، ونظام التقاعد، والقطاع الخاص وإشكالاته، والفساد الإداري والمالي في بعض المؤسسات، ومحاسبة المسؤولين عنها، وغيرها من القضايا المعلقة منذ أمد بعيد، والتي يؤمل المواطن أن يبدأ حلحلتها على أيادي أعضاء هذه الدورة.

القضايا كثيرة.. ولكن ننتظر إنجاز بعضها على الأقل.. فما لا يُدرك كلّه، لا يترك جُله.. نحتاج بعض الإنجازات من أجل إعادة ثقة المواطن في مجلس الشورى.

(6)

أعتقد أنَّ هذه الدورة ستكون الأفضل تنظيما، والأوسع إقبالا، وهيأت له وزارة الداخلية والجهات الأخرى المعنية (شرطة عمان السلطانية، ووزارة التربية والتعليم) كل سبل النجاح، ويبقى النجاح الأهم هو في نوعية المرشح، وجدية الناخب.

وبالتوفيق لكل مترشح نقي الضمير، نافس بشرف وكرامة، ويسعى -في كل أحواله- لخدمة الوطن، والمواطن.. وتذكروا أن آمال وأحلام العمانيين مُعلقة في رقابكم، وأن عُمان أمانة، وأنها تستحق الأفضل.. الأفضل في كل شيء.

Samawat2004@live.com