"اتحاد الكرة" وعواصف التغيير

أحمد السلماني

رياح التغيير لا تهدأ، بل ربما ترقى لأن تكون عاصفة لم تبقِ ولم تذر أحدا إلا وعصفت به، ثلاث سنوات ونيف من عمر مجلس اتحاد الكرة الحالي شهدنا خلالها عدم الاستقرار، خاصة في اللجان الفرعية التي يتم تشكيلها من خارج الأروقة، وتحوي في قوائمها خبراء وفنيين ومحللين ونقاد وإعلاميين والقائمة تطول، وللقصة فصول أخرى قادمة حتى نهاية عهد هذا المجلس بنهاية مايو من العام المقبل.

ومن وجهة نظري الشخصية والمتواضعة جدا، فإنَّ كثرة اللجان والتغييرات بها، وحالة عدم الاستقرار التي تعصف باتحاد الكرة، إنما مردها فقدان البوصلة من البداية، بعد أن طغت المجاملات والتربيطات في قرار تعيين اللجان، وإسناد المهام وغياب منهجية ومؤسسية دورة العمل بالاتحاد، وحتى لا نظلم أحدا فإنَّ القرارات المتخذة من الرئيس تحديدا ومن مجلس الإدارة إنما هي ردات فعل سريعة لمواكبة المتغيرات لا أكثر، وكلها تقع تحت بند الاجتهادات الفردية التي ربما تصيب وقد تخطئ، وكل ذلك محاولة لتصحيح المسار والعودة إلى جادة العمل المنظم، ولكن أنَّى هذا والمجلس تعصف به الخلافات الحادة، وتصلُّب المواقف، والتي طفت على السطح؛ مما وضع الرئاسة والأمانة بالاتحاد في مواقف صعبة تتطلب ردات فعل عنيفة فوق احتمال البعض، وهذا البعض لم يتوانَ في فضح كل شيء للأسف.

ونحن كوسط كروي يهتم بكرة القدم ومنتخبات بلاده، فإنَّ الأفراد والشخوص لا تهمنا بالمطلق بقدر اهتمامنا بعدم تأثر منتخباتنا الوطنية بما يحدث في مبنى اتحاد كرة القدم، نموذج بسيط يوضح ما أرنو الوصول إليه؛ إذ توجد دائرة للمنتخبات بها مدير وتعج بمديرين للمنتخبات وأجهزة فنية وإدارية لكل منتخب، كما يوجد خبير فني ومساعد له وفق ما علمنا، إذن ما جدوى وجود لجنة للمنتخبات ولجنة فنية؟ ربما هي متطلبات مفروضة من قبل الاتحاد القاري للعبة، ولكن هل تعي هذه الاتحادات القارية ظروف كل اتحاد، ولماذا يتكلف اتحاد اللعبة موازنة مثل هذا العدد من اللجان غير المجدية، في ظل تضارب المهام فيما بينها وعدم جدواها ولا تقدم شيئا، وعلى الاتحادات المحلية مراجعة الاتحاد القاري فيها، وأتمنى أن يتبنى اتحاد الكرة معنا هذا الأمر، والتعاقد مع مدرب الحالي للمنتخب الأول خير مثال؛ فدائرة المنتخبات ولجنة المنتخبات واللجنة الفنية لم تعلما إلا و"الدم يابس"، وأعضاء مجلس الإدارة يقولون: "فوضنا الرئيس"، هنا فقط يحق لنا أن نتحدث ونسأل عن "مؤسسية العمل ومنهجيته" وكيفية إدارته؟!

سنُتَّهم بالتنظير ولكن نقُولها بصدق، رئيس الاتحاد لم يختر فريقه، بل صندوق اقتراع أتى بهم وأوصل أناس إما أنه صادر أفكارهم وطموحاتهم وتم تهميشهم، أو أن أقصى طموحهم كان الوصول لمبنى الاتحاد، فصاروا عبئا عليه وعلى الكرة العمانية، وللحق هناك أعضاء بمجلس تحاد الكرة لو التقيت بهم في مكان ما لن أعرفهم؛ لذا على الجمعية العمومية أن تكون أكثر حِرصا عند انتخاب مجلس الإدارة القادم رأفة بالرئيس وبكرة القدم العمانية.