ناصر بن سلطان العموري
ساعة الشورى العمانية قد أزفت أيام قلائل وسيتوجه جموع الناخبين إلى لجان الاقتراع في محفل بديع يوضح أجمل صور الشورى العمانية وإلى أين وصلت من تطور ورقي.. في هذا المقال سأوجه رسائل سريعة لكل من يهمه إنجاح هذا المحفل البهيج أملاً في أن تصل الرسالة للهدف المقصود منه على أكمل وجه:
- أصحاب الثقافة والعقول الراجحة: أنتم وليس سواكم من سيقود الركب لصناديق الاقتراع تنويريا وثقافيا عبر وسائل شتى منها ما هو إلكتروني عبر مواقع التواصل وما هو عبر اللقاءات المباشرة، مهما كان رأيكم حول العملية الانتخابية العمانية فلا تحاولوا به التأثير على الغير لا من جهة الامتناع عن المشاركة أو الانحياز لعضو معين ... باني عُمان وسيدها جلالة السلطان قالها حرفياً "لا لمصادرة الفكر"، فمن أجل كل هذا انتخبوا عُمان.
- الناخبون: أنتم المعيار الأهم والفيصل في العملية الانتخابية فيجب عليكم جعل مصلحة عمان فوق الجميع فلا أخ ولا أخت ولا صديق ولا حميم ولا أب ولا ابن أو عشيرة ، يجب البعد عن العاطفة والمصلحة أينما كانت والنظر بعين العقل والمنطق والجدارة وجعل مصلحة عمان فوق الجميع لا مصلحة دنيوية ولا مادية، ومن أجل كل هذا انتخبوا عمان.
- المُرشح: الكفاءة والإقناع والدراية الواسعة بأوضاع الولاية المُرشح منها بصفة خاصة وأحوال البلد بصفة عامة والنية الخالصة لله والوطن والسلطان معايير كلها يجب أن تتوفر في كل من يرغب بالترشح والفوز بأصوات الناخبين، كما أن ميزة الإقناع يجب أن تكون على رأس المميزات التي يجب أن يحظى بها المرشح فلا يكفي أن يكون ذا علم واطلاع ما دام يفتقد للإقناع، فمن أجل كل هذا انتخبوا عُمان.
- وزارة الداخلية: جهودكم ملموسة وواضحة للعيان في الإعداد والتنظيم للعملية الانتخابية من الألف إلى الياء، وما التطبيق الإلكتروني لتصويت العمانيين في الخارج عن بُعد وأيضاً التصويت الإلكتروني في اللجان يوم الاقتراع، إلا ترجمة صادقة لجهود مضنية ومخلصة لجميع القائمين على العملية الانتخابية... فمن أجل كل هذا انتخبوا عُمان.
- مجلس الشورى: شتان بين الأمس واليوم وبين الماضي والحاضر، ليس الأمر يتعلق بمبنى مجلس الشورى الجميل وموقعه الأخاذ، بل فيما وصل إليه من قرارات وتشريعات ورؤى وأفكار في إطار دوره التشريعي والرقابي.. نعم المواطنون يأملون ويتمنون الأفضل وهو حقهم فمجلس الشورى هو منبرهم وصوتهم وهذا لا يأتي إلا من خلال الحرص في اختيار من هو جدير بالمجلس وتمثيل ولايته على أكمل وجه... فمن أجل كل هذا انتخبوا عمان.
كلمة أخيرة، وهو مقترح أيضا إلى مجلس الشورى المرتقب والجهات المعنية، لماذا لا يتم دمج انتخابات الشورى مع انتخابات المجلس البلدي، وأن يتم اختيار أعضاء المجلس البلدي من خلال هذه الانتخابات، وذلك لأول عضوين يحصلان على أكثر الأصوات بعد الأعضاء الفائزين، فهذا من شأنه أن يقلل من الجهد والتكاليف في عملية التصويت على أعضاء المجلس البلدي لاحقاً، وأن يعطي حافزا وقيمة معنوية للأعضاء الآخرين بأن جهودهم لن تضيع هباءً..
ومن أجل كل هذا.. انتخبوا عمان!