يوسف عابد | مصر - سيناء
في البَدْء لمْ يكن الهباءْ
لكنّهُ بالخَتْمِ كانَ
//
نحن ابتداءُ اللا انتهاءْ
والأُفْقُ تبْسِطُهُ رؤانا
//
ريحٌ تَهُبُّ إلى الوراءْ
مِنْ هَوْلِ ما عصفتْ خُطانا
//
لكنّ شيئاً لا يشاءْ
والروحُ تختارُ المكانَ
//
شهقاتُنا قُبَبُ السماءْ
وطيورُها أَلِفَتْ بُكانا
//
يا ليلُ..
موعدُنا المساءْ
للشمسِ حقٌّ في هوانا
//
هذا دمي يرثُ الهواءْ
يا دمعةً وَطِأَتْ دُخَانا
//
للنورِ عُمْرٌ مِن ضياءْ
مِنْ بعدُ نعرفُ ما دهانا
//
في الظلّ متسَعٌ وماءْ
حتى نرى السبعَ السّمَانَ
//
وتزورَنا الريحُ البتولْ
ونزورَ أزهاراً حِسَانا
//
لا نجرحُ المعنى القليلْ
في رقّةٍ غَلَبَتْ حِصانا
//
يا ناصحيْ قبلَ الرحيلْ
أطْلقْ لرحْلتيَ العِنانَ
//
ما دُمْتَ تأنَسُ بالبديلْ
لا يشْغَلَنَّكَ ما عَنَانَا
//
ما كان ماؤكَ سلسبيلْ
أو كان طلعُكَ سَيْسَبانا
//
لكنْ -ولكنْ لا تزولْ
إنْ طوّقَتْ يدُكَ الزمانَ-
//
في ظلّ هُدْبِكَ والأصيلْ
قمرٌ تعيسٌ لا يرانا
//
حاذيتُ خَطْوَكَ يا "الخليل"
وسكبْتُ دمعي مِهْرَجَانا
//
عبثاً أحاولُ أنْ أقولْ
يا أمَّنَا هاتي غدانا.