الشعب يريد الوطن

 

أحلام الدميني | اليمن

 

في البداية نهنئ الشعب التونسي المُعلم للشعوب العربية الحرة الإرادة الشعبية الواعية والناضجة للخروج من واقعه المظلم هذا النصر الديمقراطي والنموذج المثالي الفريد والمتميز على مستوى الوطن العربي. والتي وجدناها كتجربة أوصلت الجميع إلى صناعة واتخاذ القرار السيادي الموحد في تحقق المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية لبناء مستقبل أفضل  لتونس. حيث بدأت مؤشراتها النهائية في نهاية هذا العقد للعام 2019م، والتي تمكنت الدولة التونسية من العودة من جديد إلى وضعيتها الطبيعية كدولة بحجم الشعب. ومن هذا المنطلق نجد أن شعار (الشعب يريد) كان (عنوانا لهدف) غير مجرى الأحداث على مستوى الوطن، فظهر هذا الإنجاز الوطني والشعبي الديمقراطي العظيم.  ولكن هذه التجربة التي فرضت نفسها على الأنظمة والشعوب لماذا لم تنجح في عام2011م. وظهرت ونجحت في عام 2019م بوضعية وحالة مختلفة تماما أثبتت نجاحها عند الجميع. السبب هو أن شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) في بداية 2011م كان شعارا سياسيا حزبيا ثوريا، جعل الشعب تابع وليس صاحب قرار. فلم يكن هناك مشروع وطني متكامل يلبي طموح ورغبات خروج الشعب لما يريد والتي أكدته تجربة نظام الحكم في تونس من عام 2011م حتى اليوم ، والتي كشفت للشعب القراءة الشاملة للماضي والحاضر والمستقبل في حقيقة ووزن وحجم تلك الشخصيات والمكونات والأحزاب لمدى امتلاكها مشاريع وبرامج وتعامل حقيقي ووطني يلبي مستقبل أفضل لكل فئات الشعب. لذلك ومن هذا المنطلق كانت النتيجة النهائية طبيعية، ولكن كان قرارها النهائي لم ينتهي بعد، بل ظل مع ما يريده الشعب.

الذي تغير مع تغير تلك المراحل والأحداث التي أعلن فيها عن ذلك الشعار، وبالتالي ماحصل عليه المرشح الرئاسي (قيس سعيد)، كان نتيجة عوامل داخلية وخارجية صححت مسار الدولة والأحزاب والشعب، لأن يكونوا قادرين على تحقيق المصلحة الوطنيه والوحدة الوطنية.

ومن تلك العوامل الداخلية: هو أنه شخصية معتدلة ومستقلة ومتوازنة، أثرت في الشعب من خلال خطاباته ومواقفه ومصداقيته وثقافته، كما أن مشاركة من كانوا معه في الحملات الانتخابية من المرشحين من كل الأحزاب للتنافس السياسي والدستوري المكفول والمنظم من خلال المناظرات الرئاسية، أوجد قناعة لدى الشعب في اختيار من يريد بوضوع وشفافية، بالإضافة للعوامل الخارجية، والتي كان من أهمها إستقلالية المؤسسات كالقضاء والجيش والأمن والإعلام والهيئة العليا للانتخابات، والتي كمؤسسات دولة ضمنت للشعب نجاح تنفيذ وإجراءات الاستحقاقات الدستورية.

وهنا عرف الجميع قيمة الوطن من خلال تلك التجربة الديمقراطية التي ضمنها لهم الدستور التونسي، لذلك ما تقدم به الرئيس التونسي الفائز كشعار (الشعب يريد) في حملته الإنتخابية أكمله الجميع بالوطن، فصار (الشعب يريد الوطن).

الأمر الذي جعل كلاً من الوطن والشعب هو الفائز الحقيقي في تحقيق هذا الإنجاز، والذي تمثل في بداية رسم خارطة طريق متكاملة لمشروع بناء دولة المؤسسات والنظام والقانون، الذي شارك فيه الجميع، ولكن في ظل ظروف وقناعات وأحوال ومعطيات جعلت الوطن هو هدف الشعب، سواء أكانوا مسؤولين أو أحزاب أو مواطنين. وهنا نجد أن شعار (الشعب يريد الوطن) هو من كان يبحث عنه الجميع، ولكن عندما اتفقوا من أجل الوطن.

تعليق عبر الفيس بوك