رسائل سلطانية للمرأة العمانية

 

فايزة الكلبانية

سعداء نحن نساء عمان بالجهود المبذولة والفكر الراقي في القضاء على أشكال التمييز بين المرأة والرجل في بلادنا الغالية، والتي نتلقى إشادات عليها من جميع دول العالم، فقد حظيت المرأة العمانية منذ فجر النهضة المباركة بالدعم السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.

اهتمام استثنائي يشار إليه بالبنان في العهد الزاهر، وانعكس فيما حازت عليه السلطنة من مراكز متقدمة في مجال تمكين المرأة، ففي عام 2018 حصلت السلطنة على المرتبة الأولى في تمكين المرأة من حقوقها، وفقا لتقرير سنوي عن مؤسسة المرأة العربية. وما صدور المرسومين الساميين الأخيرين بإنشاء وزارتين جديدتين وتعيين وزيرتين في قيادتهما الأولى لشؤون الفنون والثانية لوزارة التقنية والاتصالات، سوى تشريف وتكريم ساميين، وتأكيد من لدن جلالته - أيّده الله- على أنّ المرأة العمانية قادرة على تولي زمام القيادة والإدارة في شتى قطاعات التنمية.

إنّ هذا في حد ذاته فخر وإيمان بأنّه قد حان الوقت لنمسك - نحن النساء- بدفة القيادة أسوة بإخواننا الرجال، لنساهم في التنمية بشكل أكبر، ونحوز نصيبا أكبر من المسؤوليات تجاه هذا الوطن.

والرسائل السلطانية السامية تتوالى في شتى خطابات صاحب الجلالة على مدار عمر النهضة العمانية المباركة، فيها كثير من العبر والحكم، فكما قالها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وهو يعلن يوم السابع عشرة من أكتوبر يوما للمرأة العمانية، ولا زالت كلماته تتردد في آذاننا مصحوبة بمشاعر الفخر والعرفان والولاء لباني نهضة عمان ، فجميعنا يذكر خطابه السامي حين أعلن "تخصيص يوم السابع عشرة من أكتوبر من كل عام يوما للمرأة العمانية، يبرز منجزاتها خلال عام مضى، ويلقي الضوء على إسهاماتها لخدمة مجتمعها، وينشر الوعي الصحيح لدورها ومكانتها". وفي النطق السامي للعام 1994 والذي أكد فيه جلالته بأنّ: "مرجع الأمر في ترشيح المرأة لمجلس الشورى ثقة المواطنين بها" كما دعا جلالته الفتاة العمانية للأخذ بيد أخواتها في المجتمع المحلي دعما لنهضة عمان، إلى جانب دعوته المرأة العمانية للادخار وترشيد الإنفاق للإسهام في تنمية اقتصاد الوطن، وأكّد جلالته أنّ جمعيات المرأة العمانية مطالبة بتكثيف دورها في توعية المواطنات، وقال جلالته في النطق السامي لعام 1997 بأن: "تعيين المرأة في مجلس الدولة لرفع مكانتها وتعزيز مشاركتها في خدمة مجتمعها". وقد دعا جلالته في النطق السامي لعام 2009 المرأة العمانية للاستفادة من كافة الفرص لإثبات جدارتها، والاهتمام الكامل لمشاركة المرأة العمانية في مسيرة النهضة، وأكد جلالته أن "المرأة والرجل جناحا الوطن في التحليق نحو الآفاق".

نساء عمان يعشن مشاعر الاحتفاء التي تصاحب هذا اليوم الخاص بالمرأة العمانية بكل سعادة، فنجد الجميع يحضر ويتغنى به مع قرب السابع عشر من أكتوبر، بمختلف المؤسسات والأفراد يود أن يقدم فيه الشيء الجميل للمرأة العمانية، ليشاركه جميع المجتمع فرحة الثقة والتكريم السامي، مشاعر بالفخر والاعتزاز يترجمها البعض على هيئة ندوات أو جلسات نقاشية تبرز خلاله قصص نجاح نساء عمانيات قياديات مكافحات استطعن تحقيق إنجازات لهن ولعمان، أو حفل مختصر تصحبه كلمات تثلج الصدر، يشاركها فيها شقيقها الرجل والأبناء ليكرمها أسوة بالتكريم السامي المسبق.

نقف عاجزون اليوم.. فكلمة شكرا لا تفي حق مولانا السلطان المعظم، وحكمته السديدة في تقدير المرأة العمانية، التي اعتلت منصّات التتويج بمختلف الميادين وأتاح لها الثقة السامية لتكون الأفضل دائما بعطائها، فأصبحت السفيرة والوزيرة والمكرمة وصاحبة السعادة ورائدة أعمال ناجحة، وإعلامية مميزة وعسكرية مثابرة وغيرها من المهن التي نفخر ونفاخر بوجودها فيها اليوم؛ لأنّها لا تعرف المستحيل.

إنّ الثقة السامية بالمرأة العمانية تتعاظم يوما بعد يوم، وسنة تلو الأخرى، ومن جهتنا نحن نساء عمان نبادلك العهد والولاء سيدي السلطان المعظم لثقتكم السامية لنكون جميعا قياديين قادرين على العطاء، فشكرًا لكون المرأة العمانية حاضرة بقوة في التاريخ العماني، وصناعة مستقبل عمان ومسيرة التنمية.