قبل انتخابات الشورى.. ناخبات يرفعن شعار "الكفاءة أولا"

...
...
...
...
...

 

 

الرؤية - مريم البادية

أيَّام قليلة تفصلنا عن مرحلة حاسمة في انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة يوم 27 أكتوبر الجاري، وسط منافسه قوية بين المرشحين، ويبلغ عدد الناخبين أكثر من 700 ألف ناخب وناخبة، يختارون 86 عضوا للمجلس.. في هذا الصدد، استطلعت "الرؤية" رأي عدد من الناخبات، واللاتي أكدن أن اختيار المرشحين لا يجب أن يقاس على النوع وحسب، بل يتعدَّى ذلك إلى معايير الكفاءة والنزاهة والإخلاص في خدمة الوطن، وأشرن إلى أنَّ المجلس بحاجة لكفاءات تحمل المؤهلات والقدرات الكفيلة بإثراء عمل العضو تحت قبة المجلس، وتأكيد دوره المجتمعي، كما أوضحن ضرورة تمكين المرأة في العمل الشوروي، لاسيما وأنها قادرة على إيصال صوت المرأة والمجتمع بشكل عام، وتمثيله خير تمثيل في هذا المجلس المنتخب.

 

 

ميس بنت محفوظ الفارسية -دبلوما في الدراسات الليبرالية من جامعة أستراليا الوطنية- قالت لـ"الرؤية"، إنها تتمنى أن ترتفع المشاركة السياسية للمرأة في السلطنة؛ سواءً من خلال وجودها بنسبة جيدة في المجلس، أو حتى من خلال مشاركتها كناخبة في التصويت؛ لأنه إلى الآن كلاهما منخفض بالمقارنة بالذكور. وأضافت أنها لن تدفع بامرأة لتصل للمجلس فقط لكونها امرأة؛ لأنها قد تصل للمجلس دون أن تحقق النتيجة المرجوة، وقد تُصبح كأي عضو آخر غير فعّال، وهذا ما يجب تجنبه، مؤكدة أنها تتبع آلية المفاضلة بين المرشحين في الكفاءة والأسلوب والبرنامج الانتخابي والمصداقية...وغيرها، بغض النظر عن نوع المرشح (ذكرا أو أنثى) "لأني في النهاية أبحث عن شخص يمثلني كمواطن وليس كأنثى فقط".

وتابعتْ بأنها لن تصوِّت في الانتخابات بناءً على النوع والقبيلة والمصالح، مشيرة إلى أنَّ بعضاً من النساء غير واعيات بأهمية المشاركة السياسية في الانتخابات، أو حتى بأهمية تواجدهن تحت قبة المجلس.

وعن قدرة المرأة العُمانية على إمكانية إيصال صوت الناس، ترى الفارسية أنَّ أغلب القضايا في المجتمع هي قضايا يشترك فيها الجنسان معاً؛ مثل: ارتفاع أعداد الباحثين عن عمل، وانخفاض الأجور...وغيرهما؛ بمعنى أنَّ الذكور والإناث يعانون منها معاً؛ لذا يُفترض من عضو مجلس الشورى أن يكون ممثلاً عن الجميع. وأضافت أن العنصر النسائي في المجلس في دورته السابقة لم يُتطرقن إلى بعض القضايا المهمة الخاصة بالمرأة مطلقاً؛ إلا أننا لاحظنا أن بعض أعضاء المجلس من الذكور تطرقوا إلى بعض هذه المشاكل، وناقشوها في وسائل التواصل الاجتماعي -على الأقل- وهنا أعود لفكرة أنَّ الأهم هو أن نختار شخصًا يُمكن أن يمثل الجميع؛ فأحياناً النساء أيضاً لا يعكسن تطلعات النساء الأخريات.

وتتفق خلود بنت ناصر الياسية -مدربة معتمدة من الأكاديمية البريطانية GATD- في أهمية اختيار الكفء؛ سواءً كان امرأة أو رجلا، وتقول: إنني أرى اليوم أنَّ المرأة تتفوق على الرجل في الكفاءة أحياناً ؛ حيث أصبح وصول المرأة للمجتمع أسرع من الرجل، ويشعرن نوعا ما بأن المرأة قد تكون أكثر تفهُّما.

وأوضحت أنَّ المرأة اليوم لا ترضَى بأن تكون أقل في أي شيء؛ فهي تسعى للأفضل في شتى المجالات وتشارك في مختلف المحافل؛ أي أنها حاضرة في كل شيء. وتضيف الياسية بأنه بطبيعة المرأة إذا أرادت أن تصل لشيء تتحدَّى كل الصعاب؛ فكيف إذا تم تكليفها من قِبل مجتمع؟ فلابد أن تأتي له بمراده، وتؤكد أن صوت المرأة هو الصوت المسموع والمُحترم.

من جانبها، ترى منار بنت زاهر العبرية أنَّ مُجرد انتخاب المرأة على أساس الجنس فقط يعد لنسوية مُتعصبة -على حد قولها- فتقول: أنا كشخص عاقل ويملك أدوات التقييم بين ما هو صحيح وخاطئ سأرشح الشخص لكفاءته وأهليته للعمل المطلوب. وتضيف بأن المجال مفتوح لمشاركة المرأة في الانتخابات، لكن يبقى الدور علينا في تشجيعها للإقبال على الترشح.

وقالت عزة بنت خلفان اليحيائية: لا أرى أنَّ مجلس الشورى مجدٍّ، أو أنه سيُوصِل أصوات الشعب، إلا بوجود الفئات الشابة التي تظهر كفاءتها وخطتها لتصبح عُمان التي نريد جميعاً، فأنا سأرشح شخصًا كفأً بغض النظر عن جنسه؛ فالأمر موضوع كفاءات وخبرات وخطط مستقبلية، وليس موضوع نوع؛ فنحن نحتاج عمانيا يكون خيرَ مُمثِّل لسكان منطقته، ولا نحتاج المزيد من التمييز والتصنيفات التي لا تمُت لشعبنا كونه "متسامح ومتعايش".

 

تعليق عبر الفيس بوك