اختبار حقيقي للمرأة

مدرين المكتومية

هذا المقال أكتبه خصيصًا إلى بنات وطني من النساء والفتيات العُمانيات، في كل محافظة وولاية من ولايات السلطنة.. أدعوهن وأستحثهن للمشاركة بإيجابية وبقوة وبكثافة في انتخابات مجلس الشورى في دورته التاسعة، هذا الاستحقاق الوطني الذي يجب فيه على كل امراة وفتاة وأيضا كل رجل أن يشارك فيه، ولكني أخصُّ في هذا المقال النساء العمانيات بمناسبة "يوم المرأة العمانية"؛ فأنني أدعو كل النساء للمشاركة بكثافة في هذا الحدث والمحفل الوطني، وهذا العرس الديمقراطي.

وكما نعلم جميعًا فإنَّ المشاركة الشوروية هي حقٌّ من حقوق المواطن للمشاركة في الانتخابات، وحق من حقوق المرأة أيضا، خصوصًا وأنَّ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظة الله ورعاه- منحها هذا الحق منذ بدايات النهضة، بل ومنحها أيضا حق الترشح وليس فقط حق التصويت، وهي تتقدَّم بذلك عن الكثير من المجتمعات الأخرى، وعلى المرأة العمانية أن تستفيد من هذا الحق، خاصة وأن للمرأة في هذا الوطن مثل ما للرجل تمامًا؛ فالجميع متساون بحكم ونص النظام الأساسي للدولة.

ومن هنا، أناشد بعض النساء بتجاوز الأفكار السلبية المتعلقة بعدم المشاركة وعدم جدواها، فقط أن تقوم كل امراة بما يُملِيه عليها ضميرها الوطني تجاه وطنها ومجتمعها، الذي ينتظر الكثير منها والمشاركة بإيجابية، بذهابها إلى صندوق الاقتراع، واختيار من تراه مناسبا، سواء من بنات جيلها أو حتى من تراه مناسبا من إخوانها الرجال.

كما أن المرأة يجب أن تقف مع أختها المرأة، وتقدم لها الدعم الكافي للتواجد تحت قبة مجلس الشورى، خاصة إذا كن ذوات كفاءة، فالمقياس في الاختيار أن يكون الشخص قادرا على أن يُمثل أبناء مجتمعه، ويكون قادرا على أن يستوعب الآخرين ولديه الخبرة الكافية والقدرة على صناعة الفارق في تواجده في هذا الصرح الشوروي. لكن أيضا على المرأة أن تكون سندًا للمرأة وأن تسعى لأن تكون هناك كفاءات نسوية تُسهم مع أخيها الرجل في العمل على خدمة المجتمع وتطويره وتقدمه؛ وبذلك فإننا نُسهم في إعطاء المرأة المساحة الأكبر في صناعة القرار التشريعي، خصوصًا وأن كثيرًا من النساء المرشحات من أصحاب التخصصات الأكاديمية والمهنية المرموقة، التي تسمح لهن بصياغة رؤية السلطنة المستقبلية وصياغة القوانين المختلفة، فقد وصل عدد المرشحات لما يقارب 40 امراة، وهو عدد في مجمله كبير، ويبشر بخير في أن يشهد المجلس في دورته التاسعة عددًا من العضوات تحت قبة "الشورى".

كل امراة الآن أمام اختبار حقيقي فيما يتعلق بممارسة حقها في الانتخابات؛ فهل ستنجح في الاختبار أم أننا سنرى تكرارًا لانتخابات الدورات الماضية. وعلى المستوى الشخصي، لا أريد أن يتكرر المشهد، ولكن أريد التأكيد على حضور المرأة الكبير في العملية الانتخابية؛ لنشهد فترة مليئة بالوجوه النسائية ذات الكفاءة والقدرة على أن تقدم للوطن والمجتمع نموذجًا مشرفًا يُحتذى به في مسيرة العملية الشوروية بالسلطنة.