"بلومبرج": إنهاء الحرب التجارية لن يقضي على الخلافات بين أمريكا والصين

ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبرت وكالة بلومبرج الإخبارية أن الولايات المتحدة لم تحقق الكثير من التقدم في الجولة الأخيرة من المحادثات التجارية مع الصين، على الرغم من الادعاء بخلاف ذلك.

وقالت الوكالة في افتتاحيتها إن صفقات الرئيس دونالد ترامب تميل إلى تخطي الواقع، وإن الهدنة التجارية التي ادعى أنه أبرمها مع الصين خير مثال على ذلك.

وبعد محادثات الأسبوع الماضي في واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي إحراز تقدم، وقال إن الصين وافقت على زيادة وارداتها الزراعية من الولايات المتحدة ووصفها "بأكبر صفقة تم التوصل إليها على الإطلاق لمزارعينا العظماء في تاريخ بلادنا".

ظاهرياً يبدو أن الجانبين تراجعا عن نزاعهما؛ حيث وافقت الولايات المتحدة على تعليق زيادة بنسبة 5% في الرسوم الجمركية على السلع الصينية بقيمة 250 مليار دولار والتي كان سيري مفعولها هذا الأسبوع، لكن وسائل الإعلام الحكومية الصينية قالت فقط إنهما "وفقا على بذل جهود مشتركة من أجل التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف".

ومن المؤكد أن المزارعين الأمريكيين سيستفيدون إذا زادت الصين وارداتها من المنتجات الزراعية الأمريكية خلال العامين المقبلين، ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم سيفعلون ذلك. لكن الفوائد الاقتصادية الأوسع ستكون محدودة. ويطالب المفاوضون الأمريكيون بكين بتنازلات أخرى ووعود بفتح القطاع المالي الصيني، وتحسين حماية الملكية الفكرية والامتناع عن التلاعب باليوان.

ومع استمرار المحادثات، يحتاج المفاوضون الأمريكيون إلى تدوين التزامات الصين وتوقيعها من قبل ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ عندما يجتمعان الشهر المقبل. ولم تفز الولايات المتحدة بعد بتنازلات حقيقية بشأن أي من القضايا الهيكلية التي دفعت ترامب ظاهريًا إلى شن حربه التجارية. فبعض من هذه القضايا على سبيل المثال: تخفيض الإعانات المهدرة وربما غير القانونية، إضافة إلى تدابير فتح السوق التي من شأنها أن تفسح المجال أمام الشركات الأجنبية والتي ستكون لصالح الصين على المدى الطويل.

ويشك قادة الصين في موثوقية ترامب كمفاوض، ويبدو أنهم أيضًا يشعرون بضعفه، مع العلم أن ترامب يحتاج إلى تعزيز سوق الأسهم والاقتصاد الأوسع قبل انتخابات 2020. وربما يسعون إلى إنهاء المحادثات بعد الانتخابات على أمل التعامل مع رئيس مختلف في عام 2021.

وترى بلومبرج أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تأمين مصالحها الاقتصادية بطرق أخرى، ويجب أن تعمل على إصلاح العلاقات التي أصابها الفتور مع الحلفاء في أوروبا وآسيا، وأن تستأنف نهجا قائما على قواعد واضحة لجعل سياسات الصين التجارية تتماشى مع المعايير الدولية. وينبغي أن تقود حملة لاتفاقيات تجارية جديدة عالية المستوى، بدلاً من السماح للبلدان الأخرى بوضع معايير عالمية دون مدخلاتها.

واختتم بلومبرج قائلة إن السلام التجاري الدائم لن يؤدي إلى وضع حد للخلافات بين الولايات المتحدة والصين؛ إذ ستبقى حقوق الإنسان والمنافسة العسكرية والتكنولوجية والتجسس والتأثير الجيوسياسي نقاط خلاف لا تنتهي. ومع ذلك، فإن هذا النزاع التجاري المتقلب يتسبب في أضرار لا طائل منها ويمكن تجنبها، وهو ما يجعل إحراز تقدم في التحديات الأخرى أكثر صعوبة.

تعليق عبر الفيس بوك