سباق الشورى.. فليتنافس المتنافسون

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

بقيت أيام ويتوجّه الناخبون لصناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم لعضوية مجلس الشورى للنسخة التاسعة 2020-2040 ولا شك أنّ كل شخص منا كناخبين وناخبات سوف يتوجه لصناديق الاقتراع يوم الأحد الموافق 27 من شهر أكتوبر 2019، ليختار من يرى فيه أهلية التمثيل لولايته في منطلق الحملة التي تقودها وزارة الداخلية "صوتك أمانة".

نعم هذا الشعار هو محور حديثي في مقالي الأسبوعي في هذا العمود، أقول ذلك وأنا أتابع الحراك واحتدام المنافسة بين المترشحين وطرح برامجهم الانتخابية ونشر إعلاناتهم في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي وتعليق صورهم في الشوارع والمسارات الرئيسية وغيرها من السبل والطرق الإعلانية حسب ما كفل لهم القانون.

لا خلاف حول هذه الجهود التي يبذلها المترشح وكل حسب قدرته في توصيل صوته وإقناع الناخبين، وهناك من الناخبين من يقوم بتعيين مديرٍ لحملته الانتخابية، وهناك من يكتفي باللقاءات في المجالس، وهناك من ينظم جلسة حوارية لإبراز برنامجه الانتخابي وكل هنا يتنافسون، فليتنافس المتنافسون.

كل هذه الجهود الطيبة التي يمارسها المترشحون مقدرة ما دامت وفق البنود التي حددها القانون، فالمنافسة الشريفة هنا مطلوبة والسباق للوصول إلى قبة البرلمان شرف يسعى إليه الجميع والحملات الإعلانية مسموحة ما دامت تندرج وفق رؤية واقعية بعيدة عن البروباغندا وأعني هنا، عرض المعلومات بهدف التأثير على المتلقى المستهدف. بحيث يقوم المترشح بتقديم الوعود بأنّه في حالة فوزه فسوف يقوم بمساعدة أفراد المجتمع ويوفر لهم الحياة السعيدة ويحل مشاكلهم ويرسم لهم آمالا وطموحات وهميّة بغية الوصول إلى أهدافه، وهناك من يعمد في حملاته الانتخابية لاستخدام أساليب ملتوية ومرفوضة بحيث يقوم بشراء أصوات الناخبين ويقع هنا في تهمة "الرشوة" مستغلا حاجة بعض الأفراد من البسطاء وغير الواعين بأنّ هذا التصرف مرفوض ويعاقب عليه القانون، كما أنّ من المهم على المترشح الارتكاز على نشر القيم النبيلة وتحديد مسار حملته الانتخابية لتكون واعية بالتحديات التي تواجه المجتمع، وأنّ مجلس الشورى منح له الصلاحيات الرقابية والتشريعية؛ وهذه نقطة التحول للعمل البرلماني، فعلى الناخب أن يكون أكثر وعيا في من سيختاره ليكون ممثلا عن ولايته ويتمتع بفكر مستنير، وصفات حميدة، نابعة من العادات والتقاليد العمانية الأصيلة التي تُحظى بتقدير واحترام الجميع.

علينا جميعا كناخبين ومترشحين أن نعمل جميعًا من أجل نجاح هذه التجربة التي آن الأوان لأن تتحول إلى نهج.

ونحن نقترب من ساعة الصفر علينا أن نتذكر هذه المقولة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وهو يوجه خطابه للمواطنين قائلا: "إنّ تجربة الشورى في عُمان كما ّأكدنا دائماً تجربة ناجحة والحمد لله، جاءت مُتّسقة مع مراحل النهضة متفقة مع قيم المجتمع ومبادئه متطلعة إلى بناء الإنسان الواعي لحقوقه وواجباته المعبر عن آرائه وأفكاره بالكلمة الطيبة والمنطق السليم والحكمة المستندة إلى النظرة الصائبة للأمور".

من خلال هذه المقولة السامية والتي تمثل خارطة الطريق ورسالة واضحة لكل من المترشح والناخب على حد سواء نجزم أنّ السباق إلى قبة البرلمان سيحسم باختيار من هو الأفضل ومن له القدرة على الاستفادة من الصلاحيات الممنوحة لهذا المجلس؛ لقيادة البوصلة إلى مرحلة أفضل ومستقبل مشرق.

أختم مقالي بتسجيل كلمة إعجاب لأحد الإخوة المترشحين عن ولاية القابل حيث كنت أتابع لقاءه مع الناخبين عندما قال رافضا مبدأ شراء الأصوات: "أنا شخصيا ما أتشرف باكر أوقف في مجلس الشورى ويقولولي موصلينك ناس أنت دافع لهم فلوس. حتى أنا في داخلي يكون معي انكسار".