يهزُّ الأرض بساق مبتورة و دمعتين

 

مها دعاس| ألمانيا

 

كل البلاد مناف

كل البيوت خيام

المعابر إلى الرحمة مغلقة بمفاتيح عملاقة

شعرة هي الوهم الفاصل بين الحياة والموت

الطرقات مشتعلة بقلوب الناجين من الموت

السماء سقفهم وسريرة الانتظار

الانتظار سكاكين مثلمة

الأمل قوت دافىء للعائدين بذاكرة الخوف

حول خاصرة الوقت يلتفون

بما اتسع لهم من فقه التراب

 

لا أعرفها تلك المرأة التي ترتق الخيمة بالصبر

تملأ ذاكرتها بهلع سلة المعونة الغذائية

حسرة، حسرة

تسرق أنفاسها المسروقة

 تنتظر بطانية اليونسيف

وتقول"يا الله شتوية تانية هون"

ثم تغني"جنة جنة والله ياوطنا"

 

لا أعرفها تلك الفتاة التي قالت

كنت أتمنى أن أكون طبيبة لو أن لي

قرطاسا وقلما

بعين واحدة تفقأ عيون العالم

 

كنت أتمنى فسحة للرقص

هنا الخيمة وهناك قلبي

تنتظر شهيدا لن يأتي

تلوح له بيدين منسيتين تحت الأنقاض

يسقط العالم

 

لا أعرفه ذاك الطفل الذي يرسم قطعة شوكولا

على جدران صدره كحلم أخير يرسو في صدر المستحيل

العالم بركة مسمومة لا تسبح بأحلامك 

السماء لا تمطر شوكولا وسكاكر

 

لا تصغِ للهدن الكاذبة

قد تبدو الريح هادئة

السكينة خديعة كبرى

الأرض مازالت بعيدة جدا

 

لا أعرفه ذلك الفارس يهز الأرض

بساق مبتورة و دمعتين

للبلاد وللحبيبة

تتساقط الطرقات تحت ساقه المبتورة

وتكسر جدران الكون خبطته الجبارة

بفردة حذاء ينهر وجه كذبة الحياة

 

لا أعرفهم كلهم

لا أدري أي ذراع طويلة لليلهم

لكني أرى دموعهم تلمع في السماء بنفسجا يخبر الله

أنا أيضا أريد أن أخبرك يا الله...

تعليق عبر الفيس بوك