أبناء المستشرقين

 

زيد الطهراوي| الأردن

 

حين كان النقاد يمرون على الشعر الجاهلي مثلا كانت تظهر لهم بعض الأبيات الشعرية القليلة التي لا ترقى لمستوى الشعر الجاهلي من بلاغة وقوة فكانوا يحكمون على هذه الأبيات بأنها منحولة أي ان هناك من نظمها ودسها في الشعر الجاهلي وهم معذورون بهذا بل إنهم ينصفون هذا الشعر حين يثبتون ان بيتا خرج عن بنيانه المتماسك.

وهؤلاء النقاد يخالفون قطعا تلك النزعة التشكيكية في الشعر الجاهلي ذلك أن هؤلاء المشككين أطلقوا حكما مباشرا عاما بأن الشعر الجاهلي كله منحول ليصلوا إلى تحقيق غرض في نفوسهم وهو التشكيك بكل شيء من التراث ليصلوا إلى التشكيك بالقرآن العظيم. ولن يبوء هؤلاء إلا بالفشل فالله - عز وجل - أنزل القرآن على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وتكفل بحفظه قال سبحان وتعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

هذا القرآن الذي تحدى الله – تعالى - به العرب الفصحاء فأعجزهم؛ لن تستطيع فئة خائرة تغذت على المناهج الدخيلة أن تقف أمام إعجازه بل لا بد أن ترتد صاغرة ذليلة، وهنا يظهر سؤال: من الذي يتأثر ببلاغة القرآن؟ أو من الذي يعلم حقيقة أن القرآن معجزة؟ وهذان السؤالان يرجعان بنا إلى الحقيقة التي لم ينكرها أحد وهي أن أبلغ العرب اعترفوا بأن القرآن ليس كلام بشر؛ بل هو كلام رب البشر - سبحانه وتعالى -

ولذلك فإن الإجابة على هذين السؤالين تتلخص في أن المتعمقين باللغة العربية ومباحثها كالبلاغة والنحو هم الأقدر على معرفة بلاغة القرآن العظيم. وهنا ندرك خطورة ما وقع به المشككون العرب؛ ذلك أن المستشرقين الذي تأثر بهم هؤلاء العرب المشككون لا يعرفون لغة عربية ولا بلاغة ولا نحوا والذين يعرفون ذلك هم العرب الذين درسوا اللغة العربية زمنا طويلا وعندما سافروا إلى بلاد الغرب تأثروا بالمستشرقين وعادوا إلى بلدانهم العربية ليشككوا بالقرآن فيفسدوا على الناس دينهم. إن الخطورة تكمن في أن هؤلاء يعلمون أن القرآن معجز ببلاغته ولكنهم ينكرون ذلك طاعة لأوليائهم من المستشرقين.

تعليق عبر الفيس بوك