أطفالنا طيور الجنة!

 

عبد الله اللواتي

 واقعا يعتصرني الألم و انا أكتب كلماتي هذه.. أبناؤنا هم فلذات أكبادنا و لكن للأسف تحول أبناؤنا بسبب الإهمال والتقصير وغياب الرقيب إلى طيور في الجنة.. مضى شهر سبتمبر حاصدا معه أرواحا بريئة لمأساة تتكرر كل عام داخل الحافلات المدرسية... فإلى متى في كل عام تفجع عوائلنا بأبنائها؛ إما لإهمال أو تقصير أو لامبالاة .. ألا يجب أن يقف الأمر إلى هنا و أن ندرس أسباب هذه الحوادث لكي نتلافى وقوعها و تكرارها كل عام..

كلامي ليس كيديا لأحد ولا أريد منه إلا أن نتجنب وقوع هذه الحوادث الأليمة.. في البداية ألقي شديد اللوم والعتب على الجميع ووزارة التربية والتعليم فهي طرفٌ مسؤول وتتشارك المسؤولية مع مجموعة متعددة من الأطراف فقد تكررت حوادث مشابهة لعدة سنوات على التوال و لم نر من الوزارة ولا من الأطراف الآخرين حراكا بالمستوى المطلوب و لا المرجو حفاظا على سلامة أبنائنا.

 وهنا أسوق بعض الخطوات والاقتراحات مساهمةً في حلحلة هذه الإشكالية:

أولا – من الضروري توفير نظام إنذار مربتط مع جرس بصوت عال يكون متصلا بالمدرسة بحيث إن الطفل يستطيع إطلاق الجرس فيسمعه مشرفو المدرسة و لا تتكرر المأساة.

ثانيا - التأكد من سلامة الحافلات و مناسبتها لمواصفات الأمن و السلامة.

ثالثا - توفيرعدد كاف من الحافلات وتدريب سائقيها والمشرفين عليها وتوعيتهم بخطورة المهمة الموكلة إليهم.

رابعا - يجب على كل سائق حافلة مدرسية أن يوقع تعهدا يقوم بموجبه بالتأكد شخصيا من مجموعة أمور أهمها عدم التحرك قبل صعود أو نزول كل الطلبة وابتعادهم عن الحافلة.

خامسا - التأكد شخصيا من أن الحافلة لم يبق فيها أي طالب سواء أكان نائما أم غير ذلك.

سادسا - إيقاف الحافلة في مكان آمن حين صعود و نزول الطلبة.

سابعا - التأكد من أن النوافذ الأمامية مفتوحة قليلا حين الوقوف بحيث تسمح بالتنفس لأي طالب تمَّ نسيانه داخل الحافلة. 

ثامنا - ألا يكون عدد الطلبة في الحافلة أكثر من عدد المقاعد.

تاسعا - يجب أن يكون هناك مشرف على كل حافلة مدرسية يقوم بمهام السائق المذكورة سابقا و يقوم كل منهما يوميا بالتوقيع على  أنهما شخصيا تأكدا من انطباق الشروط كافة.

وأما عن دور المدارس فيجب عليها أن تدرب الطلبة تدريبا عمليا على كيفية التصرف في حال حدوث موقف مشابه. وكما يقال من أَمِنَ العقوبة أساء الأدب فلا بد من محاسبة المقصر محاسبة صارمة وتنفيذ العقاب عليه كي يرتدع المقصرون فنحن نأتمنهم على فلذات أكبادنا.

أما أولياء الأمور الكرام فعليهم أيضا تعليم و تدريب أبنائهم ليعرفوا كيف يتصرفون في مثل هذه المواقف فكل منا مسؤول هنا. و لايسعني في الختام إلا أن أقدم عزائي ومواساتي لكل العوائل التي أزهقت أرواح أبنائهم وبناتهم كما أطلب منهم أن لا يسكتوا عن المطالبة بحق تلك الأرواح البريئة كي لا تتكرر المأساة في الأعوام القادمة.

 

تعليق عبر الفيس بوك