قصص نجاح ملهمة لشحذ الهمم والتشجيع على العمل

اللقاء التعريفي بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب يسلط الضوء على "مفاتيح النجاح" ووسائل التحفيز الإيجابية

...
...
...
...
...

 

◄ الطائي: العمانيون صناع حضارة وأصحاب منجزات تنموية جعلت المستحيل مُمكنا

◄ صفية الشحية تستعرض تجربة نجاحها في دراسة الماجستير بأحد التخصصات الأكاديمية النادرة

 

مسندم- فايزة الكلبانية

تصوير/ آمنة البطران

 

احتضنت غرفة تجارة وصناعة عُمان فرع محافظة مسندم، اللقاء التعريفي بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في نسختها السابعة، والتي تنظمها جريدة الرؤية برعاية حصرية من شركة أوكسيدنتال عمان "أوكسي عمان"، بمشاركة عدد من المختصين والمؤسسات الداعمة للشباب والمجتمع للتعريف بأنشطتها وفرص التعاون المتاحة فيها، ورعى اللقاء سعادة السيد خليفة بن المرداس بن أحمد البوسعيدي محافظ مسندم، وبحضور عدد من المسؤولين والطلبة والأكاديميين وأصحاب الأعمال والشباب المهتمين.

واستُهل اللقاء بكلمة ألقاها المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية المشرف العام على الجائزة، أشاد في بدايتها بما تزخر به محافظة مسندم من عمق تاريخي وجيوإستراتيجي وسياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي، مشيرًا إلى آثارها وقلاعها وحصونها التي تنطقُ شاهدة على أحداث وجولات وصولات تروي حكاية تنطق ببراعة ومنجزات وقدرة الإنسان العماني بالأمس واليوم. وأكد الطائي أن هذه الحقائق التاريخية تبعث بالعديد من الرسائل الإيجابية للجميع، وللأجيال القادمة أيضا، حيث تؤكد أن العُمانيين ليسوا فقط صناع حضارة وإنما هم كَتَبَة تاريخ وأصحاب منجزات تنموية وقدرة فائقة على تحويل المستحيلات إلى ممكنات وتطويع الظروف من أجل التطوير والازدهار.

وتوجه الطائي بالخطاب إلى الشباب؛ حاثاً إياهم على استلهام القوة من أجدادهم، وأن يكون التاريخ قاعدة انطلاق وأساس متين لهم يُمهد الطريق أمامهم لتحقيق منجزات أكبر، وقال: أن تبدأوا من الصفر شيء، وأن تبنوا على أساس متين ومرتكز قوي تاريخيا وتنمويا شيء مختلف تماماً، فالطريق الآن مفتوحة أمامكم، ليس فقط على مستوى قرى وولايات مسندم فحسب، وإنما على مستوى الوطن بشكل أعم، إذ لديكم فرص تستحق منكم الاقتناص، بعد قراءتها بروية وتأن". واستشهد الطائي بالنطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وقال مخاطبًا الشباب إن "الكرة اليوم في مضربكم"، في إشارة إلى مسؤولية القيام بالعمل والأخذ بزمام المبادرة. وأضاف الطائي: "ما عليكم سوى أن تأخذوا أماكن الانطلاق الصحيح على مضمار التطور وتنمية الإبداعات لتكونوا على قدر الثقة". وأكد الطائي أهمية مثل هذه هذه الجولات التعريفية في تعزيز الحوار مع الشباب، بعيدًا عن كونها مجرد لقاءات للتعريف والترويج للجائزة. وعرج الطائي للحديث عن مرتكزات النجاح، وقال إن الخطوة الأولى تكمن في الإيمان بالنفس والقدرات الذاتية، فالإيمان بالنفس وبالقدرات والمواهب هو المعيار الأساسي للنجاح، داعياً الشباب إلى القفز فوق عوائق السلبية والهمم الضعيفة.

وقدمت فايزة الكلبانية رئيسة قسم الاقتصاد بجريدة الرؤية عرضاً تعريفياً حول مستجدات الجائزة هذا العام، مع تسليط الضوء على جائزة أوكسيدنتال للابتكار التي تبلغ قيمتها 5000 ريال عماني.

وتضمن اللقاء عرضا مرئيا بعنوان "3 أعوام من الابتكار"، قدمته مها بنت محمد البلوشية المديرة التنفيذية لبرنامج "تكوين" الاستثماري بالصندوق العماني للتكنولوجيا؛ حيث تطرقت إلى الحديث عن برامج الصندوق الثلاثة، وعدد الاستثمارات وتصنيفات الاستثمارات، مع إبراز ارتفاع تصنيف السلطنة للمرتبة السادسة إقليميا. واستعرضت البلوشية المحفظة الاستثمارية للصندوق التي تضم 71 شركة تكنولوجية ناشئة، واستثمارات الصندوق في النقل واللوجستيات، وقطاع السياحة والزراعة، والخدمات الأساسية، ووصول أحد استثمارات الصندوق إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وآليات تشجيع الابتكار في المحافظات. وأشارت البلوشية إلى برامج التبادل الدولية والمحلية، وفرص التدريب داخل وخارج السلطنة، وارتفاع نسب التعمين في أحدث مجالات الاستثمار. كما استعرضت الدول التي يتقدم منها المبتكرون والدول التي تم الاستثمار فيها، إلى جانب الاستثمارات في مشاريع المرأة.

وقدم الشيخ حاتم آل عبدالسلام من المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال عرضا مرئيا بعنوان "المسؤولية الاجتماعية من منظور الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال"، وأوضح خلاله مراحل تدشين المؤسسة التنموية في 1 يوليو 2015، وأبرز ملامح رحلة المؤسسة التنموية، إلى جانب الحديث عن صناديق برامج الاستثمار الاجتماعي، منها صندوق دعم المجتمع المحلي، والصندوق الوطني، والصندوق الاحتياطي، وأبرز المشاريع الوطنية للمؤسسة، كما تطرق للحديث عن مبادرة هدية لعمان، ودور المؤسسة في تمكين المرأة العمانية.

وقدم الدكتور بسام بن خليل بن حمدان طبش محاضر ورئيس قسم الدراسات التجارية بالكلية التقنية العليا بمسقط ورشة عمل بعنوان: "مفاتيح النجاح"، أوضح فيها أنه تم اختيار عنوان الورشة لأن النجاح يمثل هدفا أساسيا في حياة أي إنسان وفي جميع مراحل العمر، وأنه من الأهمية بمكان تحديد العوامل الأساسية للنجاح خاصة لفئة الشباب لكي يتمكنوا من تحديد ذاتهم وأولوياتهم في هذه الحياة. وأشار إلى "6 مفاتيح للنجاح"، الأول هو تحديد الأهداف؛ حيث تطرق إلى كيفية وضع الأهداف والعمل عليها وتحقيقها مع التطرق إلى أهمية تحديد الموارد والفرص المتاحة والتفكير بايجابية لتحقيق الأهداف. وكان لمهارات التواصل مفتاح خاص بعناصر النجاح؛ حيث أبرز طبش أن مهارات الحديث وتوصيل المعلومة ومناقشة الآخر والاستفادة من التغذية الراجعة، كلها عوامل مؤثرة في النجاح. وأشار المحاضر إلى أن الابتعاد عن التفكير النمطي وتبني التفكير الابتكاري من مفاتيح إتمام عمليات النجاح. وأوضح طبش أن المفتاح الخامس للنجاح يتمثل في ماهية وأهمية العمل الجماعي، وكيف تم التطرق للعناصر الأساسية للعمل الجماعي، وأن كل عنصر بالفريق له أهمية لا يمكن إنقاصها أو التغاضي عنها. واستعرض المحاضر مجموعة من قصص النجاح التي بنيت على مبدأ العمل الجماعي، وشارك الحضور بقصص عن العمل الجماعي. وتطرق إلى آخر مفتاح من مفاتيح النجاح والمتمثل في إدارة الوقت وأهميتها وتأثيرها المباشر على تحقيق النجاح في جميع الأعمال.

وتضمن اللقاء التعريفي، استعراض لقصة نجاح مُلهمة، قدمتها صفية بنت عبدالله بن أحمد الشحية الحاصلة على جائزة الشيخ فيصل آل ثاني للبحث التربوي في قطر للعام 2018. واستهلت الشحية حديثها بالقول إنها "شغوفة بالبحث عن المعرفة، أبذل قصارى جهدي وأكافح من أجل تطوير ذاتي، وأشغل حالياً وظيفة مشرفة صعوبات تعلم بدائرة البرامج التعليمية بالمديرية العامة للتربية والتعليم في مسندم. وسلطت الشحية الضوء على مسيرتها في مجال البحث العلمي وحصولها على مجموعة جوائز بحثية دولية ومحلية؛ حيث حصلت على جائزة أفضل رسالة ماجستير في الدراسات العليا من جامعة السلطان قابوس عام 2017، وهي جائزة تهدف إلى دعم البحوث الأصيلة والمتميزة لطلبة الدراسات العليا وبناء ثقافة الابتكار والإبداع البحثي بين طلبة الدراسات العليا، من خلال تسليط الضوء على إنجازاتهم والاكتشافات المتعلقة بتنمية المُجتمع المحلي بشكل خاص، والمجتمع الدولي بشكل عام. وقالت إن رسالتها حملت عنوان: "الدقة التشخيصية لقياسات العمليات الحسابية القائمة على المنهاج في فرز التلاميذ المعرضين لصعوبات تعلم الرياضيات". وأوضحت أن هذه الرسالة من أوائل الدراسات العربية التي بحثت في دقة تشخيص الأدوات المستخدمة في فرز وتشخيص ذوي صعوبات تعلم الرياضيات، من خلال تسليط الضوء على أسلوب تقييم حديث في العالم العربي وهو القياس القائم على المنهاج في العمليات الحسابية. وصفية الشحية صاحبة اهتمامات بحثية، وحصلت على جائزة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني للبحث التربوي عام 2018 بقطر، عن بحث منشور في المجلة التربوية في جامعة الكويت الصادرة عن مجلس البحث العلمي، وهي جائزة تعليمية تمنح سنويا للمتميزين في البحث العلمي من الباحثين الأكاديميين أو المعلمين أو مديري المدارس أو الممارسين المهنيين أو طلاب الجامعات بهدف تعزيز حركة النشاط البحثي وإنتاج المعرفة التربوية، وتحسين الممارسات التربوية، وتطوير السياسات التعليمية.

وتحدثت الشحية عن أكبر تحدٍ واجهته كان متعلقاً بحداثة موضوع الرسالة وتحليلاتها، كون موضوع الرسالة أول بحث في المنطقة العربية يتناول دقة تشخيص الأدوات المستخدمة في فرز وتشخيص ذوي صعوبات تعلم الرياضيات، مما تطلب منها استخدام تحليلات دقيقية وبناء اختبارات بإجراءات مقننة. وذكرت الشحية أن هذا التحدي أكسبها قوة كبيرة من خلال التواصل مع مجموعة من الباحثين الأجانب وباحثين من الجمعية السعودية للقياس والتقويم الذين ساعدوها في رسم الطريق الذي سارت فيه هذه الدراسة.

وحثت الشحية الشباب على الإيمان بقدراتهم وأن يبذلوا قصارى جهدهم ويكافحوا من أجل تطوير ذواتهم وخلق الإصرار في داخلهم، لأن الإصرار نصف النجاح، مؤكدة أنه يتعين على الجميع رد الجميل للوطن وأن نكون جزءا من تنمية السلطنة وأن نصبح أفرادا فعالين، وأن يكون لنا دور بارز في المجتمع، مشددة على أن عمان تستحق الأفضل.

تعليق عبر الفيس بوك