نلوم الحرب على فعلتها

 

رشيدة المراسي| تونس

 

بضعة آلاف من الكيلومترات

قطعناها برا وجوا

تحت القصف

لندفع عنّا تهمة باطلة

إخترعها كهنة الحرب ببراعة فائقة

عند كل بوابات العبور

والجواجز المسربلة بالأسلاك الشائكة

أبحث عن العرّاف شيخ الطريقة

ليفك لجام الحكاية

فتقرّ بالحقيقة بضربة واحدة على ظهر الرمل

جواز السفر كان ينتفض

تحت وابل من الإستقصاء الجغرافي

أحدّق في السماء

أراقب تبدّل ألوانها كساحرة بلشفية

يأتي تروتسكي باكيا وهو ينشج

امسحي أحلامك بكمّ قميصك الصغير

فالحقيقة لا مكان لها في رأس الأرض المسكون بالدوار

و الحرب كاهنة لعوب

وسيقانها طويلة وكعبها عال

ستالين لن يأتي

قالها بصوت خفيض وتوارى

كمن فرّ من الجيش الأحمر في معركة ستالينغراد

ماذا نقول للحرب التي أضاعت خرائطها

وكيف نعيد لها أبناءها الشعراء من المنفى

وماذا تفعل شاعرة فاجأها المخاض بعد سن اليأس

أين ستضع بيض القصيدة

حتى تفقّس أمنيات الشعر داخل رحم الوطن

بلال الحبشي أذّن في قلب بوشكين في أقاصي سيبيريا

وأهدى سترته الى تولستوي

قبل أن يسند رأسه إلى ركبة الجبل

ويرحل

بلا معجم لغوي

بلا أطلس صحراوي

بلا حصانة برلمانية

بقيت أحجار الطريق تصرخ بأعلى صوتها :

نلوم الحرب على فعلتها

ولكننا نلوم أكثر شيوخ الطريقة

نلوم الحرب على فعلتها

ولكننا نلوم أكثر زناة القبيلة

تعليق عبر الفيس بوك