ينتقي عباراته بدقة تناسب ربطة عنقه

 

أسامة حداد| القاهرة

 

لم يكنْ خزافًا ماهرًا،

أو لاعب سيركٍ مثيرًا للشفقة،

وهو يضع اللاصق على زجاج شرفته،

ويربط الباب بحبلٍ صغيرٍ،

قبل أن يصير ديكًا يؤذن

في مواقيت غير ملائمةٍ

ﻻغتيال أمسيةٍ عاديةٍ للغاية،

ومبهرًا وهو ينقذ الطوابع من المظاريف،

ويلعن الأختام بعداوتها المعلنة،

أو يصنع طائرةً قاتمةً

يوجهها بخيطٍ نحيلٍ

لتهمس في أذن طائرٍ مشويٍ،

كان مُضحكًا وهو يحاكي راهبًا بوذيًا

شاهده في جولةٍ بالحسين،

وجلس يشرب الشاي بالنعناع الذي ﻻ يحبه،

ويطلق دخان سيجارته بلا مبالاةٍ

حتى وهو يشاهد مقتل أسرةٍ،

في انهيارٍ حادٍ يقترب من مقعده،

قبل أن يجوب المدينة مرتين بلا فائدة...

تعليق عبر الفيس بوك