السباحة تغرق.. مصارف ميزانية الاتحاد "علامة استفهام".. و"البراعم" يشكون الإهمال

 

الرؤية - وليد الخفيف

انتقدَ عادل الحسني والد السباحِين ناصر وعلي وسلطان وطارق الحسني، مجلس إدارة الاتحاد العماني للسباحة، مُحمِّلا إياه مسؤولية تردي مستوى اللعبة في السلطنة على حدِّ وصفه، مشيرا إلى أنَّ النتائج التي وصفها بالمخيبة والحصيلة الزهيذة في بطولة الخليج، التي أقيمت مؤخرا بالكويت، تعكس مستوى العمل الضعيف للمجلس - بحسب تعبيره.

وقال الحسني في تصريحات لـ"الرؤية": لديَّ 4 أبناء في منتخب السباحة، ناصر 13 سنة، وعلي 11 سنة، وسلطان 8 سنوات، وطارق 6 سنوات، ويمارسون اللعبة منذ 5 سنوات، منذ انضمام أكبرهم للمنتخب دون أن يتسلم أحدهم 100 بيسة، بينما أتحمل كافة النفقات من ملابس ونقل وإعاشة، حتى المعسكرات الداخلية تقام على نفقة أولياء أمور السباحين الصغار، دون أن يُسهم الاتحاد بأي مبلغ، رغم الموزانة التي تُقرها الدولة سنويا. وأضاف: مع افتتاح مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر عام 1985، كانت الوزارة تنقلنا من المدارس إلى المجمع على نفقتها، وتقدم لنا وجبة صحية وملابس، وتحدِّد ميزانية تشجيعية للمجيدين، الآن ومع ارتفاع قيم الدعم الحكومي للاتحادات ألِغي كل شيء للسباح، فلا تغذية ولا نقل ولا ملابس، وبات المستفيد الوحيد أعضاء مجلس الادارة.

وتابع: تكلفة شراء الملابس مرتفعة، وهناك سباحون غير قادرين؛ لذا نقوم بجمع الأموال لهم من أجل شرائها، والاتحاد غائب عن المشهد. بعد 4 أعوام قضاها السباحون بدون معسكر داخلي، طالبنا الاتحاد بضرورة إقامته تحفيزا للسباحين، فجاء ردهم بالرفض بسبب عدم توافر الإمكانات المالية؛ لذا تحمل أولياء أمور السباحين إقامة المعسكر لأبنائهم في البريمي، ودفع كل ولي أمر 40 ريالا، واستأجرنا حافلة، واشترينا الغداء اليومي، وتحملت وزارة الشؤون الرياضة السكن من خلال توفير مجمع البريمي، عدد السباحين تجاوز 25 سباحا. النفقات لم تتجاوز 300 ريال، في حين عسكر الاتحاد بعد ذلك لمدة ثلاثة أيام للمنتخب، وهم 7 سباحين وأنفق أكثر من 5000 ريال، وهذا أمر عجيب.

ومضى الحسني قائلا: كان من المفترض أن نعسكر في صلالة، ولكن الاتحاد رفض بسبب العجز المالي أيضا، وكان من الصعب الوصول إلى صلالة برا، فعرضنا عليهم أن نتحمل نصف قيمة تذاكر السفر، على ان يتحملوا الباقي الذي كان بقيمة 360 ريالا فرفضوا، ولكن عندما يذهب الرئيس أو أي عضو مجلس إدارة وينفق 1000 ريال أو أكثر في سفرة واحدة فأمر عادي والميزانية تسمح.

وأشار إلى أنَّ أولياء الأمور ضغطوا على رئيس الاتحاد من أجل مشاركة السباحين من الفئة العمرية تحت 10 سنوات، مشيرا إلى أنَّها مسابقة غير محتسبة في الترتيب العام؛ لذلك لم تشارك الإمارات على سبيل المثال. مضيفا بالقول: التغطية الإعلامية للميداليات التي حققها أبناء تلك الفئة كانت غطاءً إعلاميًّا جيدا للاتحاد، رغم أنها غير محتسبة، تزامنا مع تزيلنا الترتيب العام كحقيقة مُرَّة.

ولفت إلى أنَّ منتخبنا شارك بـ7 سباحين للعموم مقابل مشاركة الكويت بـ44 سباحا، والسعودية 36 سباحا، وقطر 40 سباحا، مشيرا إلى أنَّ البحرين حققت 13 ميدالية، معتبرا أن هذه الأرقام تعكس مستوى التراجع الكبير في اللعبة. وزاد: نريد شخصًا متفرغًا لتطوير سباحتنا، ولا نريد شخصًا متعددَ المناصب. ماذا جنينا من تلك المناصب الكثيرة التي يشغلها رئيس الاتحاد، نحن أصبحا في ذيل الترتيب، سباحتنا تغرق وعلى المجلس أن يتحمل مسؤولياته أمام الشارع الرياضي بشجاعة.

واستطرد قائلا: "قبل ليلة من مشاركة أحد أبنائي في مسابقة السباحة المفتوحة التي أقيمت في المصنعة، قررت أن أقضي ليلتي على نفقتي في فندق الميلينيوم حتى يأخذ أبنائي قسطا من الراحة قبل المسابقة في اليوم التالي. ومع وجودي في الفندق، لاحظت وجود مجلس إدارة اتحاد السباحة بالكامل مقيمين في الفندق على نفقة الاتحاد، تزامنا مع نقل السباحين اليوم التالي عبر باص مستأجر من مسقط للمصنعة، وشراء وجبة غذائية غير صحية لا تتجاوز قيمتها ريال ونصف، قبل أن يطلبوا منهم سباحة 4 كيلومترات!!!!

وأبدى رفضه أن يكون الدعم المالي سببا في تراجع تلك الرياضة، قائلا: ميزانية الاتحاد السنوية 307 آلاف ريال. لا يقدم للسباحين أي شيء كان. لا أدري أوجه الإنفاق. المعسكرات والنقل والإعاشة على نفقتنا. حتى حفلة "قرنقشوه" رفض الاتحاد أن يدفع فيها 5 ريالات، وطالب كل سباح بأن يأتي بطعامه وشرابه، قبل أن يتصدر أعضاؤه المشهد أمام الكاميرات كالعادة، كما أن هناك لجانًا تتسلم مبلغ 50 ألف ريال ونشاطها ومشاركاتها أفضل بكثير مثل لجنة تنس الطاولة. وأكد أن ابنه ناصر نجح في تحقيق المعيار الذي يؤهله للمشاركة في بطولة الكويت، لكنهم رفضوا، موضحا في السياق نفسه أنه حاول التواصل عدة مرات مع رئيس الاتحاد، ولكن محاولاته لم يكتب لها النجاح.

وقال خالد الحارثي ولي أمر أحد السباحين: إنَّ بعض السباحين من فئة 11 سنة حققوا شروط المشاركة المطلوبة، لكن لم يتم إدراجهم في المشاركة، ووصلتني معلومات أن 5 سباحين من فئة العموم تم إشراكهم دون تحقيق المعيار، وابني حقق المعيار ولم يشارك، وهذا سؤال أوجهه لرئيس الاتحاد وأدعوه لتوضيح السبب. وأضاف: اجتمع الاتحاد مع السباحين وأولياء أمورهم، وأوضحوا لهم أن الموقف المالي الصعب يحول دون مشاركة ابنائهم في الكويت، فجاء رد أولياء الأمور بأنهم على استعداد لتحمل النفقات، ووجهنا رسالة تضمنت ذلك للاتحاد، غير أن الأخير لم يرد.

تعليق عبر الفيس بوك