ناديتُ فانتبه الغياب

 

ريم البياتي | سوريا

 

 

(سفرٌ...كعادته طويل)

فابقوا ....

أحدثكم عن المطر المعلق

في مزاريب النخيلْ

أو كيف مرّوا من ثقوب النوم أصحابي...

وضاعوا...

في طريق ٍلفّه صمتٌ ثقيلْ

 

مرّوا...

وكان النول يركض خلف خيطٍ

فرّ من إبهامه

فلحقتهم....ومضوا

وذاكرتي تطرّز خطوهم

ويدي على وطني العليلْ.....

 

مرّوا على كل الجهاتِ

وسلّموا....

تركوا كؤوسهُمُ

على شفة الفراق تدمدمُ

وتيمموا...

بهسيس همهمة الهواء

وأسلموا ...

وجهاً لمقصلة الرحيلْ...

تركوا عناوين الدروب الموحشات

على يدي....

فمددتها للنحل...

أشعلت الشموع على شبابيك الغيابِ

لعلّها...

تُهدي سفائنهم شراع النور

في ليلٍ طويلْ....

من ههنا مرّ الحفاة وخلفهمْ

تركوا على كتف الطريق خرائطاً

لمآلهم...

تركوا على حبل الغسيل شقاءهمْ

يحصي مشاوير الفصولِ

وغربةً

خُطّتْ بأقلام تُعاندُ باءهمْ...

حملوا ظهورهُمُ

وأجفان البيوت الحمر...

والباقي من الأشياء....في زمن بخيلْ

وأنا هنا...

 مازلت أمسح عن مقابضهم غبار الموت

أجمع  ماتناثر من دمى الأطفال

أودعها....

 سريراً مايزال  عبيرهم

متشبثاً...

بين الفراش وخرزة زرقاء

مازالت....

تردّد آخر الكلمات في ثغر القتيلْ

(سفرٌ...كعادته طويل)

فابقوا...

أحدثكم عن الأعمار

 تهرب من شقوق الروح

نحو البرزخ الموعود

تنتظر المعاد المستحيلْ

وابقوا...

لأرسم غربة الكلمات  في سفرٍ كعادته طويلْ

تعليق عبر الفيس بوك