"بلومبرج": سوق النفط تعاني من عدم اليقين إزاء الإنتاج السعودي

ترجمة- رنا عبدالحكيم

تواجه أسواق النفط حالة من عدم اليقين بشأن الفترة الزمنية التي ستستغرقها المملكة العربية السعودية لاستعادة الإنتاج بعد الهجمات المدمرة التي تسببت في انخفاض 5% من المعروض العالمي من الخام.

وفي الوقت الذي تصبح فيه شركة أرامكو السعودية المنتجة للنفط أقل تفاؤلاً بأنه سيكون هناك انتعاش سريع بعد الإضرابات التي خفضت إنتاج البلاد بمقدار النصف، فإن المستثمرين يبحثون عن مدى سوء الأزمة. ففي البداية، قيل إن كميات كبيرة يمكن أن تتدفق مرة أخرى خلال أيام، لكن المسؤولين السعوديين أبلغوا لاحقًا دبلوماسيًا أجنبيًا أنهم يواجهون اضطرابًا "شديدًا"، ما يعني أن الأمر قد يستغرق أسابيع وشهور.

وقالت آن بيري الشريكة في شركة كورنيل كابيتال إل إل سي، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج: "كان هناك تحول حقيقي في فهم مدى سرعة عودة الإنتاج المفقود على أرض الواقع". وأضافت "كان رد الفعل الأصلي أن 100% سيعود بسرعة كبيرة، والآن ستكون التوقعات أكثر تحفظا من ذلك بكثير".

ولا يزال أسوأ اضطراب مفاجئ على الإطلاق في إمدادات النفط العالمية يتردد صداه، في وقت تقفز فيه فرضيات المخاطر الجيوسياسية على القلق بشأن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط والانتقام المحتمل ضد إيران، والتي تتهمها الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الهجمات.

وتسببت الهجمات في واحدة من أعنف فترات التداول التي شهدتها أسواق النفط؛ حيث ارتفعت عقود برنت الآجلة بنسبة 19% في غضون ثوانٍ يوم الإثنين، وهو أعلى صعود في يوم واحد على الإطلاق.

لكن في تداولات يوم الثلاثاء كانت الأوضاع أكثر هدوءًا؛ حيث انخفضت العقود الآجلة لكل من برنت وخام غرب تكساس الوسيط.

وفقدت شركة أرامكو السعودية حوالي 5.7 مليون برميل يومياً من الإنتاج يوم السبت بعد أن ضربت عشر طائرات بدون طيار منشأة ابقيق وثاني أكبر حقل نفطي في المملكة في خريص. ولا يُتوقع التعافي الكامل قبل نهاية العام، وفقًا لبنك سيتي جروب. وقال البنك إن مخزونات الخام السعودية في "وضع أكثر خطورة" مما كان يعتقد في البداية.

وبينما لا تزال أرامكو تقيم حالة معمل ابقيق ونطاق الإصلاحات، إلا أنها تعتقد حاليًا أنه يمكن استعادة أقل من نصف طاقة المصنع بسرعة، وفقًا لما ذكرته مصادر مطلعة، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وقال مصدر إن أرامكو تزود عملائها بالسحب من المخزونات، على الرغم من مطالبة بعض المشترين بقبول درجات مختلفة من النفط الخام. ولدى المملكة ما يكفي من المخزونات المحلية لتغطية حوالي 26 يومًا من الصادرات.

ويستعد العملاء أيضًا للاستفادة من الاحتياطيات الاستراتيجية إذا لزم الأمر. وسمح الرئيس دونالد ترامب بالسحب من الاحتياطي الاستراتيجي من النفط الأمريكي، بينما قالت وكالة الطاقة الدولية إنها تراقب الوضع.

وقالت الحكومة اليابانية إنها مستعدة للتعاون مع وكالة الطاقة الدولية للسحب من احتياطياتها إذا لزم الأمر، وأعلنت كوريا الجنوبية الأمر ذاته.

وتفوق هذه الأزمة أزمة فقدان إنتاج النفط الكويتي والعراقي في أغسطس 1990، عندما غزا الرئيس الراحل صدام حسين جارته الكويت، كما تتجاوز أزمة فقدان إنتاج النفط الإيراني في عام 1979 عندما اندلعت الثورة الإسلامية، بحسب ما ذكرت وكالة الطاقة الدولية.

وقال فيفيك دار، المحلل في بنك كومنولث بنك أوف أستراليا، في مذكرة: "إذا استغرق الأمر في ابقيق أشهرًا للعودة إلى الوضع الطبيعي، فقد نرى برنت يتحرك في نطاق يتراوح بين 70 إلى 80 دولارًا للبرميل". وأضاف "الهجوم الانتقامي على إيران قد يسبب ارتفاعًا كبيرًا في أسعار النفط".

تعليق عبر الفيس بوك