"CNN": ارتفاع أسعار النفط سيستمر مع تعطل الإمدادات العالمية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

يتوقع خبراء النفط حول العالم أن تواصل أسعار النفط الارتفاع مع استمرار تعطل الإمدادات العالمية، في أعقاب الهجوم على منشآت النفط السعودية السبت الماضي، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن بيزنيس" الأمريكية.

وجرى تداول أسعار النفط أمس الإثنين عند أعلى مستوياتها منذ مايو، بعد أن أدى هجوم السبت إلى تعطل الإمدادات وتنامي المخاوف الدولية بشأن أمن الطاقة العالمي. لكن الأسعار تراجعت قليلاً بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سمح بالسحب من احتياطات الطوارئ النفطية. وفي سلسلة من التغريدات على تويتر، قال ترامب إنه أمر باستخدام النفط من الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي "إذا لزم الأمر". وأضاف أنه سيستخدم ما يكفي من النفط "للحفاظ على إمدادات جيدة للأسواق".

أسعار النفط

ومع ذلك، جرى تداول العقود الآجلة للنفط الأمريكي بأكثر من 61 دولارًا للبرميل في التداولات الآسيوية، بارتفاع قارب 10%. وفي وقت سابق، قفز السعر بنحو 15%. بينما جرى تداول العقود الآجلة لخام برنت بنحو 68 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 11%. وفي الوقت نفسه، ارتفعت عقود البنزين بنحو 9%.

وقال توم كلوزا كبير محللي النفط في خدمة معلومات أسعار النفط "إنها أكبر صدمة لأسواق النفط منذ إعصار كاترينا، ومثل كاترينا، فمن المرجح أن تطاردنا (الصدمة) لشهور، على الأقل أسابيع". وأضاف كلوزا إن أسعار البنزين في الولايات المتحدة من المرجح أن "تصعد" هذا الخريف، بدلاً من الانخفاض بشكل مضطرد.

وعانت أسعار النفط خلال الشهور الماضية من الركود. فقبل الهجمات، أغلق خام برنت عند 60.22 دولار للبرميل يوم الجمعة، منخفضًا عن مستوى مرتفع عند 74.57 دولار في أبريل الماضي. وأغلق خام غرب تكساس الوسيط عند 54.85 دولار، بانخفاض 17% عن أعلى مستوى في أبريل.

وخفضت المملكة العربية السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، إنتاج النفط الخام ومنتجات الطاقة الأخرى كجزء من جهود منظمة أوبك لزيادة الأسعار. وتنتج المملكة حوالي 13% من إجمالي المعروض العالمي البالغ 100 مليون برميل يوميًا.

وتسببت ضربات الطائرات بدون طيار يوم السبت على المنشآت النفطية الرئيسية في المملكة العربية السعودية في تعطل حوالي نصف الطاقة النفطية للمملكة، أو 5% من إمدادات النفط العالمية اليومية. وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن إنتاج النفط الخام والغاز يفقد 5.7 مليون برميل يوميًا.

الأسيهم الآسيوية

وكان رد فعل الأسهم الآسيوية على الضربات خلال ساعات التداول أمس الاثنين واضحا. فقد ارتفع سهم المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، أكبر منتج للنفط في الصين، بنسبة 8.7% في بورصة هونج كونج، مما جعله الأفضل أداء. وارتفع سهم بتروتشاينا، أكبر منتج للنفط والغاز في آسيا، بنسبة 7.4%. وقفزت سينوبك، وهي مصفاة عالمية كبرى، بنسبة 3.4%.

في الوقت نفسه، انخفضت أسهم شركات الطيران في آسيا؛ حيث يمثل سعر الوقود المرتفع تكلفة هائلة على شركات الطيران، وعادة ما تتعرض أسهم الطيران للهبوط عندما يسجل الوقود ارتفاعا كبيرا.

وهبطت أسهم جميع شركات الخطوط الجوية الصينية الثلاث الكبرى بشكل حاد في بورصة هونج كونج. وانخفض سهم شركة طيران شرق الصين بأكثر من 4%، في حين تراجع سهم كل من شركة طيران جنوب الصين وشركة طيران الصين بنسبة 2.5% على الأقل، في بورصة شنغهاي.

وفي الهند، أثرت الضربات أيضا على الأوضاع الاقتصادية. وكان اثنان من أكبر شركات تكرير النفط في الهند من بين أكبر الخاسرين في بورصة بومباي يوم الإثنين. وانخفض سهم كل من هندوستان للبترول وبهارات بتروليوم حوالي 6% في التعاملات المبكرة. وكانت الشركتان جزءًا من كونسورتيوم وقع صفقة بقيمة 44 مليار دولار مع أرامكو السعودية العام الماضي لبناء "مصفاة ضخمة" في الهند.

قياس التداعيات

وعم شعور بالصدمة التي أصابت أسعار النفط الأوسط الاقتصادية، لكن تأثيرها بعيد المدى لم يتحقق بعد. ويتوقع بعض المحللين أن ترتفع أسعار النفط بصورة تصاعدية نسبيًا على المدى القصير إذا كانت الأضرار التي لحقت بشركة أرامكو السعودية، ضئيلة للغاية.

وقال أيهم كامل من مجموعة أوراسيا في مذكرة بحثية "ستظهر علاوة صغيرة تتراوح بين دولارين وثلاثة دولارات للبرميل إذا بدا أن الضرر يمثل مشكلة يمكن حلها بسرعة، و10 دولارات إذا كانت الأضرار التي لحقت بمرافق أرامكو كبيرة". وقال آخرون لشبكة "سي إن إن بيزنيس" إنهم يعتقدون أن الأسعار قد ترتفع أكثر بسبب كمية النفط السعودي التي تأثرت بالهجمات.

وقال أوسكار يي، المحلل في سيتي للأبحاث في هونج كونج، في تقرير صدر يوم الاثنين إن التداعيات على الأسهم تعتمد أيضًا على المدة التي تستغرقها المملكة العربية السعودية لاستئناف الإنتاج.

وقال كيري كريج، استراتيجي السوق العالمي لدى JPMorgan Asset Management ومقره أستراليا، إن قدرة منتجي النفط على الانخفاض في المخزونات قد تخفف من بعض الارتفاع في الأسعار على المدى القريب. لكنه قال في مذكرة أن "القضية الأكبر هي ما ستقوم به الأسواق المتميزة لتعكس خطر وقوع المزيد من الهجمات."

الاحتياطي الاستراتيجي

ويحتوي الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي "SPR" على 645 مليون برميل، وهو أكبر إمدادات احتياطية للنفط في العالم. وأسسها الكونجرس بعد صدمات النفط التي أعقبت الحظر الذي فرضته أوبك في السبعينيات. وتم السحب ثلاث مرات فقط منه، كان آخرها في يونيو 2011 عندما أدت الاضطرابات المدنية في ليبيا إلى زعزعة صادرات النفط العالمية. وطلبت حكومة الولايات المتحدة- التي تشعر بالقلق من تعطل الإمدادات من الاقتصاد العالمي الهش الذي لا يزال يتعافى من الركود العظيم- بيع 30 مليون برميل. كما تم السحب منه في عام 2005 بعد أن دمر إعصار كاترينا البنية التحتية للنفط في البلاد على طول خليج المكسيك. بينما كان أول استخدام للمخزون في عام 1991 عندما هاجمت الولايات المتحدة العراق فيما عرف بعملية "عاصفة الصحراء". وأي نفط مستخرج من الاحيتاطات لن يعطي دفعة فورية للإمدادات العالمية، إذ يتعين سحب كميات من المخزون ثم بيعها في السوق للمشترين والبائعين، وهي عملية قد تستغرق حوالي أسبوعين.

تعليق عبر الفيس بوك