انطلاق حلقة العمل الدولية حول التطبيقات العملية لتوصيات "صلالة لإدارة المتنزهات"

◄ الرواس: منطقة البليد الأثرية في السجل التمهيدي لقائمة التراث العالمي بـ"اليونسكو"

 

 

نزوى- العمانية

بمباركة سامية، انطلقت أمس بولاية نزوى بمحافظة الداخلية حلقة عمل دولية حول التطبيقات العملية لتوصيات صلالة لإدارة المتنزهات والمواقع الأثرية وتستمر حتى 19 من سبتمبر الجاري، ورعى حفل الافتتاح معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني بحضور معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية وعدد من المسؤولين والعلماء والمهتمين بالتراث العالمي.

وقال معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية- في تصريح له- إن استضافة السلطنة لـ"إيكومس" في 2015 شهدت زيارات للمختصين للمواقع الأثرية؛ حيث تم تقديم إحصائيات للزوار سواء من السلطنة أو خارجها، مما ترك انطباعًا لتطوير هذه المواقع ووضع آلية وضوابط للحفاظ على هذه المواقع وهو ما أقرته لجنة الآثار بعقد اجتماعها في صلالة لأخذ تفاصيل أكثر، وتم اقتراح التوصيات وعرضها في مؤتمر الهند، وتم اعتماد التوصيات لتكون دليلا إرشاديا يهدف إلى إدراجه ضمن إرشادات اليونسكو للمواقع الأثرية الجديدة. وأضاف معاليه أن العمل جارٍ لتهيئة منطقة البليد الأثرية؛ وهي في السجل التمهيدي لقائمة التراث العالمي.

وبدأت أعمال الحلقة بكلمة مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية ألقاها حسن بن عبدالله الجابري، أكد فيها أن هذه الحلقة تنعقد ترجمة للاهتمام السامي بالتراث الثقافي في عُمان وإرثها الإنساني الطويل مع إشراقة فجر النهضة المباركة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- حيث أُجري العديد من الدراسات والمسوحات والحفريات الأثرية في جميع أنحاء عُمان، أثبتت أن الإنسان قد استوطن أرض عُمان منذ حقب زمنية وعصور تاريخية موغلة في القدم. وأضاف الجابري أن السلطنة كانت سبّاقةً على مستوى العالم في إبراز وتطوير وتأهيل مواقع التراث الثقافي العُمانية حتى أصبحت متنزهاتها الأثرية نموذجا تمت الإشادة به من قبل لجنة التراث العالمي والهيئات الاستشارية والمجالس الدولية المتخصصة بمنظمة اليونسكو، لما لهذه المتنزهات من أهمية كتراث إنساني، ولكونها مركزا لتبادل المعرفة والتفاعل الثقافي، ومعالم تعليمية وترفيهية تقدم مختلف الخدمات، ضمن إدارة فعّالة ومرافق ومعدات وتقنيات تحافظ على أصالتها وسلامتها في المشهد العُماني الثقافي والطبيعي وتوفر تجربة ممتعة وتعليمية للزائر والسائح، وتشارك المجتمع المحلي في أنشطتها المختلفة.

وأشار الجابري إلى أن المواقع والمتنزهات الأثرية في السلطنة تعتبر نموذجًا للأبعاد الوطنية للتراث الثقافي العُماني بأشكاله المتعددة، وما إدراج العديد منها في قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي إلا تأكيد على حسن إدارة وصيانة المحتوى، مما جذب إليها الإنسان العُماني والأسرة العُمانية والزوار بشكل مكثف.

وقدمت الدكتورة ميتشيلد روسلر عرضا مرئيا تناولت فيه التراث العالمي والتنمية المستدامة في المواقع ذات المساحة الشاسعة، وقدم الدكتور دوغلاس كومر عرضا مرئيا تناول فيه الخطوات التي سبقت توصيات صلالة وما تناوله اجتماع الجمعية العمومية للإيكومس.

وانطلقت أعمال الجلسة الأولى من الحلقة بإدارة الدكتور دوغلاس كومر بورقة عمل "طرق جديدة لمناقشة المواقع الأثرية ذات المساحة الشاسعة"، وقدمها الدكتور جون بيترسون. بينما جاءت الورقة الثانية تحت عنوان "المتنزهات الأثرية المثالية" وقدمتها الدكتورة سينثيا دانينج. فيما تضمنت الجلسة الثانية عددا من أوراق العمل منها ورقة عمل قدمتها الدكتورة أليساندرا أفنزيني بعنوان "متنزه حصن سلوت الأثري"، وجاءت الورقة الثانية بعنوان "المواضيع والمجالات الرئيسية للمناقشة في اجتماعات الطاولة المستديرة"، قدمتها الدكتورة ايونا ديميتريو. وقدم غانم بن سعيد الشنفري ورقة عمل بعنوان "متنزهات مواقع أرض اللبان الأثرية"، وقدم معطي بن سالم المعطي ورقة عمل بعنوان "التراث البحري العماني"، وجاءت الورقة الخامسة بعنوان "المشاركة المجتمعية" قدمتها سمو الأميرة دانة فراس، أما ورقة العمل الأخيرة فحملت عنوان "استخدامات التقنيات الحديثة للصيانة والحفظ" للبروفيسور مايكل هارور.

وتجسد هذه الحلقة التزام السلطنة بموقفها الثابت ودعمها الدائم لصون التراث الثقافي وتحقيق أهداف اتفاقية التراث العالمي وانطلاقًا من النهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في الاهتمام وإبراز دور التراث الثقافي العُماني بأشكاله وأنواعه المختلفة كتراث عالمي إنساني ذي قيمة استثنائية. وتعد هذه الحلقة الدولية نتاجًا لعمل دؤوب ومتواصل لحلقات ومؤتمرات سابقة حول المتنزهات والمواقع الأثرية قام بتنفيذها مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بالتعاون مع المجلس الدولي للمعالم والمواقع في السلطنة والعديد من اللجان والهيئات العلمية التابعة للمجلس الدولي للمعالم والمواقع والخبراء الدوليين.

تعليق عبر الفيس بوك