"جارديان": نتنياهو يريد سجن الفلسطينيين وليس السلام

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أكدت صحيفة جارديان البريطانية عدم مشروعية خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والأهم من ذلك الاستيلاء على جزء من غور الأردن، حال فوزه في الانتخابات المزمعة هذا الأسبوع.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه بموجب القانون الدولي فإن خطط نتنياهو غير قانونية، بل إنها ستجعل السلام مستحيلًا. ولا يبدو أن أياً من هذه الأمور تُزعج نتنياهو، الذي يرفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وبناء دولتهم المستقلة.

وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو وهو زعيم حزب الليكود صاغ انتزاع الأرض كإجراء دفاعي، لكن- كما يدل تبادل الصواريخ الذي وقع الأسبوع الماضي- فإن جيش إسرائيل مشغول على الجهة الغربية وليس الشرقية. واستولت إسرائيل على الضفة الغربية من الأردن في حرب 1967. وفي عام 2001، وخلال محادثات للسلام مع الفلسطينيين، اقترح مسؤولو الأمن الإسرائيليون فائدة هجومية على غور الأردن، قائلين إنه إذا تم انتهاك معاهدة السلام المبرمة مع الأردن، فإن المساحة التي يوفرها القطاع الخصيب يمكن أن توفر وسيلة مفيدة لـ"اتخاذ تدابير". وبالنظر إلى الضربات الهجومية الإسرائيلية الأخيرة خارج حدودها، فقد يفسر هذا سبب ظهور الحجج الأمنية.

وقد لا يكون غور الأردن يحتفظ بأهميته الاستراتيجية كما كان عليه من قبل، لكنه يتمتع بفاعلية كبيرة في السياسة الإسرائيلية، حيث كان يُعتقد دائمًا أن الدولة الفلسطينية تقع على الحدود مع الأردن. ولا يهم ما إذا كان نتنياهو سيفوز في الانتخابات أو يخسرها، فمن الصعب وجود كنيست (برلمان إسرائيل) من المحتمل أن يعيق الاستيلاء على مزيد من الأراض.

ويمكن أن يعتمد نتنياهو على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دمر دور الوسيط النزيه للولايات المتحدة. ففي خطوة متهورة، اعترف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل وأيد الاستيلاء غير المشروع على مرتفعات الجولان، وقطع المساعدات الإنسانية عن الفلسطينيين. كما أن كبار مساعدي ترامب لشؤون الشرق الأوسط مثل سفيره لدى إسرائيل، وصهره ومبعوثه الخاص السابق، جميعهم من مؤيدي الاستيطان وبناء مستوطنات في الضفة الغربية لليهود في انتهاك للقانون الدولي.

وتؤكد الصحيفة أن نتيجة هذا التفكير، أن الحال سينتهي بملايين الفلسطينيين بالعيش في جيوب معزولة وسط الضفة الغربية، دون حقوق سياسية حقيقية وتحت أنظمة قانونية وتعليمية منفصلة. وسيرزح الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال العسكري الدائم، مع كبح تحركاتهم. وتساءلت "جارديان" في الختام قائلة: "كيف يمكن لإسرائيل التوفيق بين الاحتلال الدائم للأراضي الفلسطينية والمثل الديمقراطية العليا؟". وتؤكد الصحيفة أن إسرائيل لن تبني السلام، بل ستقوم ببناء سجن مفتوح عملاق للفلسطينيين.

تعليق عبر الفيس بوك