د. ريم سليمان الخش | باريس
(1)
قُتلَ التكبّرُ ظالما ماأخسره
عرشٌ عقيمٌ ..خربةٌ متصحرّةْ
//
ثيرانه الهوجاء خلف خلاصنا
بُهُمٌ على طرق الوغى مستنفرة
//
إذْ أنّه باع الفضيلة واهما
أنّ الغنى في الأرض لا في الآخرة
//
ولأنّ أنْفُسَ من رضَوا بعتوّه
مخصيّة عن كلّ خَصبٍ مقفرةْ
//
لانخلةَ الأخلاق أعطت تمرها
لا غيمةٌ منها الشرائع ممطرة
*
ياغيثُ ماانفكت دماؤك نبعة
دهرية تذرُ العيونَ كنوفرة
//
مجرى الدقائق قد تجمّدَ واقفا
من بعد ما صعق اغتيالك أنهره
//
فكأنّ معنى الكون وقفة عزّة
بالباقيات الصالحات مفسرّةْ!!
//
فبقيتَ أنت حكاية ضوئية
كالفجر كالأفق الرحيب لنعبره
//
حاشا لصوت نبوءة أبدية
أنْ تُخمدَ الظلماء يوما منبره
//
حتى ولو سفك الدماءَ تعطشا
حقدٌ يمرّغ بالمروءة خنجره
//
ستظلّ آثار الإباء ملاحما
بالنبل بالشرف العظيم مسطّره
//
والله قد جعل الكرام منابرا
هو أهل من أتقى وأهل المغفرة
(2)
كرب وابتلاء
إنّه الماء قد تلاك عليّا
يرشفُ الشوقَ للقاء ظميّا
//
طاهر النبع ماسُكبتَ غلّوا
لا وربي ولا جريتَ عتيّا
//
رفعة النهر أن يظلَّ دفوقا
يجرف الرجس غاسلا ونقيّا
//
لم يزل دفقك الزلال رحيبا
غامر القلب بالضياء نديّا
//
إنّه الحب (عترةٌ) من عبيرٍ
فاح فينا من ذروة الأفق ريّا
//
من غصونٍ إلى المكارم مدّت
هيكل الجذع قد سما علويا
//
جرّح الغدر نسغه واستباحت
عصفةُ الغيّ مااستطاب هنيّا
//
فتعرّت أوراقه يوم كربٍ
وابتلاءٍ طغى عليه بغيّا
//
يلعن الله والسماء وقلبي
كلّ طاغٍ مغطرسٍ قامَ غيّا