حوارية بين قصيدة وشاعرها

 

د. ريم سليمان الخش | باريس

 

القصيدة:

وجودك كابوسٌ ورفضك معْبرُ

وذاتك مصباحٌ بحرقٍ تُبصّرُ

//

على ظهرك الأيام ألقت بحملها

فلا أنت منفكّ ولا الحمل يصغر

//

ولاصخرة الأوجاع تنأى بصرخة

ولا همّة المغوار فيك تُكسّرُ

//

بُليتَ بلاءاتٍ وملحِ كرامة

وذاتٍ بصهوات الوجود تُصعّرُ

//

وخيلك في صدر القصيدة صاهلٌ

يعاند مجرى الريح حين تُزمجرُ

//

تمرّ على كهف الثُبات وتشتهي

وجودا هلاميّا وعقلك يُنكرُ !!

//

وفي العالم السُفلي أصداء شهوة

وحمى بأشباح القصور تُسعّرُ

//

وماكنتَ إلا من حروف مضيئة

تلجّ سويعاتٍ وثمّ تُنوّرُ

***

الشاعر:

أماكنت في معنايَ خمراً معتّقا ؟؟

بلى كنتُ في دنّ الشعور أُخمّرُ

***

القصيدة:

فإنْ دارت النشوى أسيلُ تولّها !!!

ويشرب معناي الوجود ويسكرُ !!

//

فمائيَ أكسير الخلود مذاقه

لذيدٌ كما لو ذاب في الثغر سُكّرُ

//

ضفافي تعرّت كالوليد نقيّة

وأشجارها حبلى بشوقٍ تُكوّرُ

//

ويُسمع في الأرجاء نايٌ متيّمٌ

تثقّبَ من معناك وجدا ليعبروا

//

ويعبر مجرى الغيب مثل فراشة

تُشدُّ إلى وهجٍ مشّعٍ وتُصهرُ

//

فلا لحظة عادت لما كان قلبها

ولاقلبه الصوفيّ منك يُطهّرُ !!!

//

نديمٌ ومايرضى سواك خليله

حروفك إدمانٌ وكأسك مسْكرُ

***

 

الشاعر :

جديرٌ بذاك القلب أن يبلغَ الذي...

بصرتِ؟! نعم ...إنّ المحبّ مبصّرَ

***

القصيدة :

أتيتُ وقد أرخى الهزيع حجابه

ولكنّ مصباح الفؤاد منوّر

//

قرأت حروفا في الزبور ومصحفا

وهاتفني صوتٌ بأنك أخضرُ !!

//

فلا أنت في ظلّ العروش مكبّرٌ

ولا أنت من ضغط الخطوب مصغّرُ

***

 

الشاعر :

ولكنّ تلك الأرض محض خرابة

متاهة أنفاقٍ وجوّ مغبّرُ

//

كأحجية حمقى نحوم بلا رؤى

فلا آخر السرداب فجرا سيظهرُ

//

ولاغيمنا يحنو ويغسل طيننا

فتورق أشجار القلوب وتزهرُ

//

آيائل في كف الوحوش رهينة

حمائم عن أحضان كرمٍ تُهجّرُ

//

وعنقاء لا تدري أموتٌ أقامها

أم الساعة القصوى ..وبدرٌ وأعورُ !!!

 

هناك صدى الأرواح تشكو بحرقة

يسحّ من الجدران دمعٌ ممرمرُ

**

القصيدة:

بعزمٍ واصرار ستبلغ مخرجا

فعزمك مفتاحٌ وصبرك معبرُ

//

دع عروقي لا توجع الجرحَ أكثرْ

كفك السيف والهوى حكم عسكر

//

لا تلم ثورة الدماء إذا ما

صار نبضي مسعّرا أو تفجرْ

//

أي حكمٍ وسيفه عمق ذاتي

ممعن الغدر في الحشا يتجذر

//

إنني اليوم ثائرٌ لست أخشى

من حقودٍ منددٍ يتجبّر

//

لا تهدد لا لا تساوم بقتلي

صدري ال..صار نخلةً كيف ينحر؟

//

ثائرٌ لا تثنيه نارٌ ولا من

ضربات الحديد عزميَ يُكسرْ

 

تعليق عبر الفيس بوك