أكدوا أن الأنشطة الطلابية لا تتعارض مع الواجبات الأكاديمية

جامعيون: الالتزام بالخطة الدراسية أولى خطوات التفوق.. والمرشد الأكاديمي المتخصص مطلب أساسي

 

أجمع عدد من الخريجين وطلاب الجامعات على الدور الكبير الذي يلعبه المرشد الأكاديمي عبر توجيه الطالب بالنصح والإرشاد ليحقق أفضل المعدلات والدرجات العلمية. مشددين على أنّ المرشد الأكاديمي وضع لمساعدة الطالب في حل مشكلاته الأكاديمية لذا يجب أن يتوافق تخصصه مع تخصص الطالب إذ لا يستقيم أن تكون طالب لغة انجليزية وتعين لك الجامعة مشرفا متخصصا في الدراسات الإسلامية مثلا أو الجغرافيا، ففاقد الشي لا يعطيه. وأضافوا أنّ على المرشد أن يتحلى بسعة الصدر وطول البال وعقل متفتح وأن يكون همّه الأول مساعدة الطالب على تخطي مشكلاته الأكاديمية وتلافي أي قصور.  

وأكد الطلاب الذين استطلعت الرؤية أراءهم أنّ الأنشطة الطلابية لا تتعارض مع الواجبات الأكاديمية إذا تعامل الطالب بمسؤولية وعرف كيف يوظف وقته جيدا، مشيرين إلى أنّ على الطالب أن يضع جدولا لالتزاماته الأكاديمية والأنشطة الأخرى.

 

الرؤية – مريم البادية

 

وقال المهند الرواحي -خريج في جامعة السلطان قابوس- كنت أثناء فترة دراستي أقوم بإعداد خطط يومية و أسبوعية، ومن خلال هذه الخطط أقوم بتقسيم وقتي ما بين مذاكرة الدروس وأعداد الأعمال المطلوبة وأخذ وقت للراحة .وأضاف أنه كان أثناء المحاضرة اشد تركيزا ويحرص على تدوين الملاحظات التي يقولها المحاضر وربطها بالمادة العلمية، وبعد ذلك يقوم بمذاكرة ما درسه في الوقت المخصص لهذه المادة، والقيام بتلخيص المادة العلمية في أوراق خارجية حتى تسهل عليه عملية المذاكرة واسترجاع المعلومات بسهولة مع الاستعانة بالأفلام أو القراءة الخارجية لتثبيت المعلومة .

ويضيف الرواحي أنّ الرياضة اليومية كانت من ضمن الأنشطة التي يحرص على مزاولتها كونها تساعد على تنشيط العقل. ويتابع بالقول: في نهاية الأسبوع أقوم بإعداد الأعمال المطلوبة مني، وعادة ما أقوم بأنهاء جميع الأعمال في الأسبوع التاسع حتى يكون لديّ متسع من الوقت للاستعداد للاختبارات النهائية، مؤكدا أهمية الالتزام بالخطة الدراسية.

بينما قالت الطالبة أمل الريامي - جامعة السلطان قابوس-: عندما كنت في سنتي الأولى لم يكن لديّ إدراك كاف بالمعدل الدراسي، لذا كانت بداياتي متعثرة وغير مرضية؛ ولكن عاهدت نفسي أن أغير ذلك، فبدأت أسأل من هو أكبر منّي؛ وكثيرًا ما ترددت عليهم ليشرحوا لي ما أشكل عليّ من صعوبات، فبدأت أهتم بالدراسة وأنجز التكاليف أولا بأول وفي وقتها المطلوب، وفي المحاضرات استمع إلى المحاضر بشكل جيّد ثمّ أعود إلى المنزل وأذاكر ما تمّ شرحه، ولم تكن هناك أوقات معينة أذاكر فيها كتلك التي نسمع بها من مدربي التنمية البشرية، حيث إنني لا أحبذ المذاكرة وقت الفجر، لأنني لا أستطيع التركيز في هذا الوقت بالذات، فعقلي تبرمج على أن يكون للنوم، ولكن أستطيع تعويض ذلك بوقت آخر كالظهر والعصر والعشاء، وبهذا بدأ يرتفع معدلي حتى تمكّنت من الحصول على منحة السلطان قابوس للرحلة الطلابية السنوية، حيث يتمكّن الطالب المتفوق من الحصول عليها في السنة الثالثة من الدراسة الجامعية، وأكدت أنّ هذا التفوّق لم يمنعها من المشاركة في الأنشطة الطلابية المقامة في الجامعة، وأشارت إلى أنّ الأمر يتطلب التوفيق بين الدراسة والأنشطة.

ينظر البعض من الطلبة إلى أنّ المرشد الأكاديمي وضع للطالب ليعود إليه بعد أن يقع في ملاحظة أكاديمية، وهذا الأمر عائد إلى الطالب بعدم إدراكه بأهميّة المرشد في مسيرته الجامعية، وكذلك المرشد ذاته، فبعضهم يكون غير مهيئ ليكون ذا إرشاد أكاديمي، حيث تقول الطالبة آمنة راشد أن تخصصها تربية إنجليزي، والمرشد الأكاديمي تخصصه تربية إسلامية، فكان غير ملم بتخصصي وما احتاجه في مسيرتي، لذا لم استعن به بسبب البعد التخصصي بيننا.

وقصّ الخريج محمود عبدالله حكايته مع المرشد الأكاديمي في كليته، فقال: كنت طالبا أحاول الاجتهاد في فصل من الفصول ولكن بعض الظروف كانت عائقا أمامي، فأراد المرشد الأكاديمي أن أخرج من الجامعة بشهادة الدبلوم ولا أكمل إلى البكالوريوس، ولكن أنا كنت على يقين بأنني قادر على تجاوز ذلك والخروج بشهادة البكالوريوس، وكان المرشد كثيرا ما يدفعني إلى الانسحاب والاكتفاء بالدبلوم فقط، حتى أنه كان على تواصل مع عمادة القبول والتسجيل حتى يتم وقف تسجيل المواد التي تخصني واتخرّج  بالدبلوم فقط، فكان ما أراد، لكني لم ايأس وبعد مثابرة وإلحاح شديدين طلبت منهم إعادة فتح باب التسجيل لي وأنّي قادر على تجاوز المُعدل المطلوب، فهنا أشير إلى أنّ المرشد يجب أن يكون مع الطالب في كل الأحوال ويعينه على تخطي المرحلة.

وفي ذات السياق تقول الطالبة راوية سعيد إنّ لها تجربة سيئة مع المرشد الأكاديمي، فقد كان السبب في حصولها على "F " أي "رسوب" في إحدى المواد، وذلك بسبب عدم رغبته في ذهابها لتمثيل الكلية في نشاط ثقافي خارج الكلية، وأنّه كان شديد المعارضة لأي طالب يشارك في الأنشطة الطلابية، ويجب عليهم أن ينخرطوا في الدراسة فقط. وتؤكد راوية أنّ معدلها كان ممتازا على الرغم من مشاركتها في الأنشطة الطلابية، وتنصح جميع الطلاب أن يوازنوا بين الجانبين حتى تكونوا على دراية تامة بعد الخروج من أروقة الجامعة.

من جهته قال ثابت البحري إنه وحتى السنة الثالثة من دراسته الجامعية لم يكن لديه تواصل مع المرشد الأكاديمي إلى أن وقع في مشكلة دراسية؛ فكان لابد من المرشد الأكاديمي حتى يجتاز هذه المشكلة، ويتابع البحري بالقول: ذهبت إلى المشرف، وكان قد بلغ من العمر عتيا، ولم يكن ذا بال طويل، لذا لم يكن له دور كبير في مسيرتي الجامعية.

أمّا سعيد المعمري فقال إنّ مهمة الإرشاد الأكاديمي لا يضطلع بها بعض الأكاديميين على أكمل وجه. فأنا خضت تجربة أوصلتني إلى الإنذار النهائي في الملاحظة الأكاديمية بدون أن يمد المرشد الأكاديمي يد العون في النصح والإرشاد. ويضيف: حاولتُ جاهداً أن أجد النصيحة الأنسب وأن أتيقن بأنها ستخرجني من الملاحظة الأكاديمية حيث إني عملت بمقولة أحد الأصدقاء الذين خاضوا التجربة، (لا تأخذ النصيحة من طالب مجتهد لم يخض ذات التجربة بل اسأل من وقع فيها حتى يعينك على الخروج منها). وبالفعل أخذت نصيحة أحد الطلاب الذين اجتازوا الملاحظة الأكاديمية وخرجت منها بمعدل امتياز. واختتم المعمري حديثه بأنّه يجب على أي طالب يقع في الملاحظة الأكاديمية ألا يتكتم عليها، ويسأل ويحاول إيجاد الحلول لذلك.

في المقابل يشيد الطالب عبدالعزيز البوسعيدي بالدور الكبير الذي قدّمه المرشد الأكاديمي له لانتقاله من كلية العلوم إلى كليّة الاقتصاد والعلوم السياسية، وقال إنّ المرشد كان يقف إلى جانبه، وكثيرا ما يحفّزه على المضي نحو التخصص الذي يرغب فيه، كما أنّه كان كثير التذكير له بأن يكون تغيير التخصص عن قناعة نابعة من نفس الطالب وليس تأثرا بأصحابه. مؤكدا أنّ للمشرف دورا كبيرا في دفع الطالب نحو الأمام وتوجيهه بالنصح والإرشاد.

تعليق عبر الفيس بوك