أوراق العمل تتضمن استعراض نموذج "الدقم" في الإسكان المستدام

افتتاح أعمال المؤتمر العربي للمدن المستدامة بصلالة.. ومناقشات حول علاقة التخطيط العمراني بتطور القطاع العقاري

صلالة - الرؤية

انطلقتْ، أمس، أعمال المؤتمر العربي للمدن المستدامة، الذي يُقام في صلالة بعنوان "دور شركاء التنمية العمرانية في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة.. إسكان مستدام"، تحت رعاية معالي الشيخ سيف بن محمد بن سيف الشبيبي وزير الإسكان، وذلك ضمن فعاليات ومناشط مهرجان صلالة السياحي 2019.

وبدأ المؤتمر بالسلام السلطاني، ومن ثم عرض فيلم عن المؤتمر، تلى ذلك كلمة ترحيبية ألقاها محمد جميل الطويل رئيس اللجنة المنظمة مدير عام شركة الرعاية الأولى لتنظيم المؤتمرات. وقال -خلال كلمته- إنَّ التنمية تمثل عنصرا أساسيا للاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي، وهي عملية مستمرة وتتخذ أشكالا مختلفة تهدف للرقي بالوضع الإنساني بما يتوافق مع احتياجاته وإمكاناته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية. وأضاف أنَّ التنمية في مجال الإسكان مجهود تقوم به وزارة الإسكان بخطط وأهداف واضحة مشكورة المسعى، وبمشاركة البلديات والمجالس والهيئات المتخصصة من القطاع العام والقطاع الخاص حتى تتكامل كل الظروف الحضرية والعمرانية والصحية والبيئية لتحقيق رفاهية المواطن، وضمان تنفيذ الرؤى الوطنية الطموحة وتحقيق التنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي. وتابع قائلا إنَّه ومن هذه الزاوية ينطلق المؤتمر العربي للمدن المستدامة في دورته الثانية، رافعا شعار "دور شركاء التنمية العمرانية في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة". وأوضح الطويل أنَّ الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي ينصُّ على "السعي لجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة"، وهو ما يتماشى مع أهداف المؤتمر وغاياته. وأكد أن هذا الهدف يبرهن على أن المدن هي مراكز الأفكار والتجارة والثقافة والعلم والإنتاجية وما هو أكثر من ‏ذلك؛ فالمدن تمكن المجتمعات من التقدم اجتماعيًّا واقتصاديًّا. وأشار إلى أنَّ المؤتمر يرتبط ارتباطا وثيقا بالقطاع العقاري؛ لما له من أهمية من حيث إسهاماته في الناتج المحلي الإجمالي وحجم القوى العاملة الوطنية في هذا القطاع، فضلا عن دوره في تشجيع إنشاء الصناديق الاستثمارية العقارية؛ باعتبارها أكثر الحلول المبتكرة للتمويل في وعاء آمن ذي مردود جيد وشفاف.

فكر الاستدامة

وقدَّم المهندس عبدالقادر بن أحمد الحداد نائب رئيس بلدية ظفار نائب رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان صلالة السياحي، كلمة؛ قال فيها: إنَّ فكرة الاستدامة تؤثر على المخططين اليوم؛ فبعضهم يرى أن أساليب الحياة العصرية تستهلك العديد من الموارد الطبيعية، وهذا الأسلوب يدمر النظام البيئي ويزيد الفجوة الاجتماعية ويسبب تغيرات مناخية؛ لذا يدعو العديد من المخططين إلى إنشاء مدن مستدامة للموارد المتاحة بما يلبي احتياجات الجيل الحالي، دون أن يؤثر على الاحتياجات القادمة. وأضاف الحداد أن التنسيق بين الجهات التخطيطية والبلديات يُمثل ضرورة حقيقية لتحديد نوعية المدن المطلوبة من حيث المساحة والخدمات العامة وكذلك المراقبة والمتابعة للتنفيذ وفق الخطط المعتمدة.

إلى ذلك، شهد برنامج المؤتمر الكلمة الرئيسية التي ألقها معالي المهندس أحمد بن حمد الصبيح الأمين العام لمنظمة المدن العربية؛ أوضح فيها أنَّ انعقاد المؤتمر في وقت يجمع فيه خبراء التنمية على أن هناك حاجة ملحة للتغيير واعتماد خطط وبرامج وإستراتيجيات لمواجهة أسرع معدل للتحضر يعيشه العالم اليوم، وينبغي إقامة فضاءات تنموية تنسجم مع أجندة التنمية المستدامة وغاياتها حتى العام 2030، خاصة البند الحادي عشر "إقامة مدن امنة وشاملة ودامجة ومستدامة". وأوضح أن المدن في مختلف مراحل التنمية تحتاج إلى إحداث تحولات اجتماعية واقتصادية تُساعدها على إنجاز خططها وبرامجها التنموية خاصة ما يتعلق بالإسكان، مُبينا أنَّ اهمية هذه الفعاليات تكمن في أنها تتناول دور المدن والبلديات وهيئات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص في توجيه الفاعلين والشركاء لرسم خارطة طريق لمواجهة تحديات الزيادة السكانية والنمو الحضري... وغيرها من القضايا التنموية بهدف ضمان الاستدامة بمفهومها الشامل.

وعقب ذلك، قام راعي الحفل بتكريم الجهات الداعمة والشركاء الإستراتيجيين للمؤتمر.

محاور المؤتمر

واستعرض المحور الأول من المؤتمر "التخطيط العمراني والتنمية الحضرية المستدامة"، واشتمل على 4 أوراق عمل؛ وهي ورقة عمل بعنوان "التنمية الحضرية المستدامة والمدن الذكية.. الإنجازات والفرص والتحديات" قدمها الدكتور نورس نايف شطاوي، وورقة عمل بعنوان "نماذج المباني والبنية التحتية للإسكان الأخضر" قدمها الدكتور أحمد محمد أشتيات، وورقة عمل ثالثة بعنوان "الطاقة الحرارية الأرضية وتطبيقاتها في المدن الذكية". وعقدت جلسة نقاشية أدارها الدكتور حمد بن مسعود الغريبي.

وحمل المحور الثاني عنوان "دور المطورين العقاريين والتمويل في تطوير المدن المستدامة"، وشهد هذا المحور تقديم ثلاث أوراق عمل؛ الأولى بعنوان "المطورون العقاريون شركاء أم منافسون؟" قدمها سليم بن حسن البلوشي، وعنونت ورقة العمل الثانية بـ"صناديق الإستثمار العقارية ودورها في تنشيط السوق العقاري"، وقدمها عبدالصمد بن محمد المسكري. أما ورقة العمل الثالثة، فحملت عنوان "الثورة الصناعية الرابعة وأثرها في التطوير والتنمية العقارية" وقدمها المهندس مهند حسان التميمي، وأدار جلسة نقاشية بعد ذلك سعادة المهندس محمد بن سالم البوسعيدي.

وناقش المحور الثالث "نماذج محلية وإقليمية لشركاء التنمية العمراني"؛ حيث استعرض المهندس محمد بن نعيم العدسي "الدقم كنموذج للإسكان والمدن المستدامة"، فيما عقدت جلسة نقاشية بعد ذلك أدارها سعادة الدكتور رائد هاشم بكيرات.

ويهدف مؤتمر "إسكان مستدام" إلى تيسير تبادل المعلومات والأفكار حول أبرز القضايا والتطورات والتطبيقات لطيف واسع من المواضيع المتعلقة بالتنمية العمرانية، حيث يُعدّ تعاونا مبتكرا بين القطاع العام والخاص.  ومن المقرر أن تنطلق صباح اليوم الورش المصاحبة لأعمال المؤتمر، منها ورشة العمل "المعلومات المكانية واتخاذ القرارات"، وورشة "ذكاء الموقع"، وورشة "إدارة المشاریع الإنشائیة".

حضر افتتاح المؤتمر عدد من أصحاب المعالي والسعادة والخبراء من داخل وخارج السلطنة، وبلغ عدد المشاركين في المؤتمر حوالي 200 مشارك ومشاركة. ويقام المؤتمر بشراكة إستراتيجية مع كل من بلدية ظفار، وشركة صلالة للميثانول، وشركة حيا للمياه، والجمعية العقارية العمانية، ومجلس صناعات الطاقة النظيفة، وبرعاية إعلامية من جريدة "الرؤية"، وشبكة "أخبار ظفار"، وإذاعة "هلا إف.إم"، ومنصة مرسال الإعلامية، وعدسة طاقة.

تعليق عبر الفيس بوك