قالوا إنّها لا تؤثر على إنجاز المعاملات في المؤسسات الحكومية.. ودعوا إلى التخطيط المسبق

شباب: الإجازات الطويلة فرصة لتعزيز التواصل الاجتماعي الحقيقي.. و"استراحة" للموظفين لتجديد الروح المعنوية

 

الرؤية - مريم البادية

 

قال عدد من الشباب إنّ الإجازات الطويلة نسبيا التي يحصل عليها المواطنون بمناسبة الأعياد المختلفة، تسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي الحقيقي، من خلال تكثيف الزيارات إلى الأهل والأقارب والأصدقاء، كما أنها تساعد الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص على الحصول على استراحة مناسبة تساعدهم على تجديد الروح المعنوية لهم في ظل ما يواجهونه من ضغوط عمل وتحديات.

وقال غسان الروشدي إنّه لا يختلف اثنان على أهمية الإجازة سواء كانت لمناسبة ما مثل الأعياد وغيرها أو كانت لمجرد الابتعاد عن الضغوط الوظيفية، وتتأتى أهمية الإجازة في إعادة روح التواصل مع الأصدقاء والأقارب؛ لاسيما وأنّ أغلبنا يكون مقر عمله بعيداً عن أهله وأقاربه، من هنا تنبع أهمية الإجازة سواء كانت قصيرة أم طويلة في القيام بالزيارات وتعزيز صلات الرحم، بل يتعدى البعض استغلال فترات الإجازة في عيادة المرضى في المستشفيات، وهذا يعكس طبيعية الإنسان العماني وحرصه على التواصل المجتمعي.

أمّا محمود البلوشي فيعتبر أنّ الإجازات الطويلة تمكن الأسر من إيجاد الوقت الكافي لتنظيم جدول زمني أو خطة لزيارة الأهل والأقارب، خاصة إذا كانت المسافة كبيرة بين الأقارب ويتم قطع مئات الكيلومترات للوصول إلى هذه الأسر في مختلف محافظات السلطنة، مشيرا إلى أنّ بعض الزيارات تتطلب البقاء فترة من الزمن في الولاية، لبعد المسافة. وأكّد أنّ مثل هذه الإجازات تسهم بدور كبير في تعزيز صلة القربى والتواصل بين الأسر وزيارة الأصدقاء. ويرى البلوشي أن هذه الإجازات تشكل متنفسا للموظفين للحصول على قسط كافٍ من الراحة والخروج من ضغط العمل والتفرغ للزيارات وصلة الأرحام.

وقال يعرب المعمري إنّ الإجازة الطويلة تتيح له قدرًا أكبر من الوقت في تنويع الزيارات ما بين الأقارب والأصدقاء، مضيفا أنّها تمثل نوعا من التعزيز للموظف، إذ من المتوقع أن يكون الموظف بعد الإجازة أكثر حماسًا ونشاطًا لممارسة عمله بعد قضاء فسحة من الوقت بعيدا عنه.

ويرى بدر البلوشي أنّ الإجازات الطويلة مفيدة، خاصة إذا تمّ التخطيط المسبق لها جيدا، واستغلال كل يوم فيها، بحيث تقسم ما بين الرحلات والسياحة الداخلية وكذلك التجمّعات العائلية والتزاور بين الأهل والأرحام.

وتتفق معه في الرأي هند الفارسية وتقول إنّها مفيدة جدًا من ناحية صلة الرحم والتواصل مع الأهل، والزيارات التي يتحجج بها الموظف بالعمل والانشغالات التي تتبعه.

وتشاركهما الرأي أيضا إيمان العبرية فتقول إنّ الإجازات الطويلة تساهم بشكل واضح وجلّي في تعزيز صلة القربى والتواصل مع الأصدقاء، حيث إن هذه الإجازات تعتبر فرصة كبيرة لزيارة من لم نستطع زيارتهم في أوقات العمل، وهي فرصة كبيرة لتعزيز صلة القرابة مع الأهل والأصدقاء الذين لم يسعفنا الوقت لزيارتهم خلال الأوقات السابقة، وكذلك الأصحاب من المناطق البعيدة والذين تتطلب زيارتهم تخصيص وقت الإجازات لهم حيث إنّ عطلة نهاية الأسبوع هي عطلة لا تكفي إلا للعائلة فقط.

وفي الجانب المقابل، يرى البعض أنّ طول فترة الإجازة قد تؤثر في إنجاز بعض المعاملات المستعجلة، لكن الروشدي يقول إنّ المدة الطويلة تؤثر في بعض الأحيان على طبيعية سير العمل خصوصا تلك التي تتعلق بإجراءات سفر، أو معاملات طبية، أو تخليص جمركي وغيرها، فكل تأخير في هذه الأمور يُكبّد صاحب المصلحة العناء وربما الأموال فضلا عن تعطيل مصالحه أو حتى أضرار مادية يتحتم عليه تسديدها خلال فترة الإجازة. ويرى الروشدي أنه يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار قبل الضلوع في تحديد الإجازات مصالح المواطن أو يتم الإعلان عنها مبكراً حتى يتسنى له ترتيب أولوياته وتخليص معاملاته.

وتقول العبرية إنّ المدة الطويلة تساهم بشكل كبير في تعطيل إنجاز وإتمام المعاملات الرسمية وغيرها، هذا إن كان فقط عدد الإجازات المعطاة كبير ولا يتناسب مع متطلبات الشعب، مشيرة إلى أنّ عدد الإجازات الطويلة ليست بالعدد الكبير الذي سيساهم في تقليص سير المعاملات وإنجازها، ومن الجانب الآخر فأرغب بذكر هذا المثل الذي قد يتناسب مع هذه الحالة "فالوقاية خير من قنطار علاج" حيث إنّه يجب على كل فرد التحري عن موعد الإجازات الطويلة القادمة ومحاولة إنجاز معاملاته قبلها بوقت حتى يتجنّب التأخير المحتمل للمعاملات وبهذا سيتمتع الفرد بإجازة هانئة وخالية من أي توتر.

ويرى بدر البلوشي أنّ القطاع الخاص هو الذي سيتضرر أكثر من القطاع الحكومي، ولكن يمكن تجنب ذلك بوجود العامل الأجنبي الذي يمكن أن يحل محل العماني، حيث إنّ البعض منهم لا يرتبط بعائلة في البلد المقيم فيه؛ ومن ثمّ فإنّ طول الاجازة لا يعنيه بشكل كبير.

بينما يقول المعمري إنّ الإعلان عن موعد الإجازة بوقت طويل نسبيًا يمنحك فرصة لجدولة أعمالك وبرمجتها حسب الإجازة واتخاذ ما يلزم لتجنب أي مضار أو تأثيرات، ومن ثمّ فإنّه لن يكون هناك عائق من خروج الموظف في إجازة.

ويقول محمود البلوشي إنّ التأخير قد يحصل في القطاعين الخاص والعام، ولكن على الجهات الحد من ذلك من خلال محاولة تخليص هذه المعاملات قبل بدء الإجازات الطويلة، وحتى إذا اضطر الموظف إلى تخليص هذه المعاملات في المنزل حتى لا تتراكم عليه الملفات عند العودة من الإجازة الطويلة.

فيما قال هيثم محمد: "كوني أعمل في قطاع النفط والغاز فإنّ العمل لا يتوقف بوجود إجازات رسمية، فمن يعمل فيها يحصل على تعويض مقابل ذلك، ولكن بشكل عام فإنّ الإجازات لها دور إيجابي للعاملين، بشرط أن تعمل المؤسسات على جدولة أعمالها بحيث لا تؤثر هذه الإجازات على إنتاجيتها فيما بعد".

تعليق عبر الفيس بوك