وفي ختام مئة مبتكر عماني

 

جليلة سعيد مبارك الحومانية

العنوان وحدهُ كفيلٌ بأن يوحي إليك بأنها منصةٌ يجتمعُ فيها ذوو الفكر الرقمي والكهربائي مع شرائح مختلفة من التخصصات ليخرجوا منها بمسميات رُواد الأعمال والمهندسين، هذه المنصة أدركت فعلا ماهي معطيات هذا التجمع ومخرجاته، لذلك سعت بجد لتحقيق أسمى أهدافها.

"مئة مبتكر عُماني" للوهلةِ الأولى عندما سمعتُ بخبر قبولي به لم تكن لدي أدنى فكرة عنه سوى بضع معلوماتٍ التقطها من مقاطع الفيديوهات المتعلقة بموسم السنة الماضية، بالإضافة إلى ذلك، كوني خريجة تخصص أدبي"آداب اللغة الإنجليزية" لم أتوقع يوماً أن أنخرط بلغة الأسلاك وأن أتنفس من نفس المحيط الذي يتنفس منه المهندسون، ولم أكن أعلم كيف يفكر المهندسون حتى!

أذكر سابقاً أنني كنت أتساءل كيف يمكن أن أصلح عطل السيارة من خلال جهاز الكمبيوتر؟ وكيف يُمكن أن تُصنع آلات عديدة من خلال الاستعانة ببضع أزرار موجودة في لوحة جهاز التحكم بالكمبيوتر، من هنا، عثرتُ على الإجابات المناسبة والفعلية لمعظم تساؤلاتي، وأكثر معلومة شدتني في هذا البرنامج هي أن أساس تصنيع الكثير من الآلات هو برمجة الأردوينو أو المايكوكنترولر التي تصمم عبر جهاز الكمبيوتر،

الامتزاج مابين أصدقاء الأسلاك والكهرباء وذوي التخصصات الأخرى كان سببًا لتكوين فرق قوية بكفاءات عالية، وهذا بالفعل ماحدث في ساحة تدريب مئة مبتكر عماني.

وأكثر مثال حي على هذا هو الفريق الذي اجتمعت به خلال هذه الرحلة "إيجاد"، هذا الفريق تأسس بمبدأ السعي دائماً لإيجاد حل لكل مشكلة، ووفقاً لما تعلمناه من  برنامج مئة مبتكر عماني في برمجة الآلة والتصنيع، عملنا جاهدين لخلق بعض الحلول للمشاكل التي يتعرض لها أصحاب مناحل العسل أثناء عملية إنتاج العسل، و التي طُبقت في جهاز أطلقنا عليه "المنحل الذكي" والذي حاز على المركز الثالث بجائزة البرنامج في نسخته السادسة.

فالابتكار لا ينحصر فقط في استحضار آلة أو جهاز من العدم، وإنما تتسع صلاحيات هذا المصطلح لتشمل الخبرات والكفاءات التي تكون وليدة اندماج فكر المبتكر مع فكر رُواد الأعمال،

وهذه الرحلة التي اتسمت بالجدية والشغف وحب الابتكار أسهمت في جَعلي أُؤمن بأنَّ لغة الأسلاك والكهرباء لا تنحصر على فئة معينة من الأشخاص، وعندما يكون الفرد هاوياً لها، فإن هذا الشعوربحد ذاته يتيح له فرصة مواكبة المهندسين ومنافستهم، فكلما توسعت خبرات الإنسان زادت كفاءته ونسبة نجاحه.

وفي الختام أود أن أُوصل شكري وامتناني للقائمين على برنامج مئة مبتكر عماني ولجميع طاقم التنظيم والمشاركين، وشكر خاص للقائمين على جائزة الرؤية لمبادرات الشباب وعلى رأسهم المكرم حاتم الطائي المشرف العام على الجائزة، وأختم حديثي بالعبارة التي طالما حثنا عليها المشرف العام على البرنامج الأستاذ بدر الحبسي "أنتم مستقبل عُمان".

تعليق عبر الفيس بوك