كيف لا تنهض الصين وهذه أخلاقها؟!


مروان المخلافي| اليمن

مجموعة من الزملاء لا يتعدون الثلاثة قاموا بزيارة إلى الصين في مهمة عمل لشراء نوع من الماكينات، استمرت زيارتهم عدة أيام.عند الوصول قاموا بالحجز في أحد الفنادق القريبة من مكان شراء الماكينات طبعاً دون أن يدلهم احد إليه نظرا لقربه من المكان، عند انتهاء مدة إقامتهم دخل منظف غرفة أحدهم فوجد أن أحد النزلاء من هؤلاء الثلاثة قد نسي أحد شمزانه في أحد الأدراج ، قام المنظف بأخذه وإيداعه "رسبشن" الفندق الذي بدوره قام بمراجعة بيانات النزيل فوجد أنه رجل من اليمن قدم إلى الصين مع مجموعة من زملائه لشراء ماكينة من الماكينات، قام بالتواصل مع الشركة التي سيشتري منها هذه الماكينة واستطاع الفندق عن طريق احد موظفيه من الوصول إلى هذه الشركة.
وهناك اكتشف موظف الفندق بأن النزيل صاحب الشميز قد قام بشراء الماكنة وحجزها لترسل لاحقا إلى اليمن وتحديدا إلى الشركة التي يعمل فيها هذا النزيل. قام الفندق "ويا للعجب "بغسل الشميز وكيه ووضعه في طرد حافظ وقامت بإرساله إلى شركة بيع الماكينات تستأذنهم بأن يشحن الطرد مع الماكينة ليصل الشميز إلى صاحبه، وافقت الشكرة على ذلك نظرا لأن تلك عادة درج عليها المجتمع الصيني في تعامله مع عملائه الوافدين من دول العالم.
شحنت الماكينة ووصلت إلى الشركة التي يعمل فيها من قاموا بشرائها ومن ضمنهم صاحبنا الذي نسي شميزه، طبعا صاحبنا اليمني – لا أشك أنه – ما زال متذكراً لشميزه بل لم يعد يتذكر أن لديه شميز أضاعه في الصين أصلا. تفاجأ الزملاء بأنه قد تم شحن طرد مع الماكينة تعجبوا ماذا يمكن أن يكون، فتحه أحدهم فإذا به شميز صاحبنا ومعه ورقة باسم صاحبه واسم الفندق الذي نزل فيه، تذكر صاحبنا شميزه الذي نسيه فإذا به نفسه الذي نسيه. تعجب الجميع بل لقد زاد ذلك من تعجبهم وقد عادوا بانطباع عن ذلك الشعب الذي انطلق نحو آفاق الريادة لعيشه في ظلال المسئولية.
هذا الموقف يذكرني بمشهد آخر من إحدى حلقات خواطر للإعلامي/ احمد الشقيري الذي قام بوضع مبلغ من المال على إحدى كبينة صراف آلي في إحدى الدول العربية ليرى ردة فعل من سيجد المال هل سيعيده لصاحبه أم أنه سيتحفظ عليه، تكرر المشهد مع أكثر من واحد وكلهم يأخذ المال بهدوء دون أن يشعر به أحد ثم يمضي لسبيل حاله على الرغم من أن معرفة صاحب المال سهل، فقط راجع بيانات آخر من قام بسحب مبلغا من الصراف للتعرف عليه، لكن للأسف الشديد المشهد بين جانبا مظلما من أخلاقنا التي ما زالت تعيش معنا في كثير من مشاهد الحياة من حولنا.
بالعودة لصاحب الشميز نحن - للأسف الشديد - في مجتمعاتنا العربية - اليمن أحدها - إن لم تنتبه لشميزك وأنت لابسه فلن تدري بنفسك إلا وأنت عار منه "لطشه أحد الطيبين " فمتى تعود مجتمعاتنا لأخلاقها وقيمها، إنني وبعيداً عن جلد الذات لأن الضرب بالميت حرام كما يقال ، وليعذرني القارئ على هذه الحدة والقسوة في تبيان مثل هذه الأخطاء التي يعج بها مجتمعنا لأنها وللأسف الشديد أصبحت تمارس بشكل لا يطاق والمرتكبون لهذه الأخطاء الفادحة التي أساءت لنا كعرب ومسلمين لا تعني لهم أي شيء ، آخر هذه المواقف لص على دراجة نارية يسوقها زميل له قام باختطاف حقيبة من إحدى النساء الجزائريات في تعز كانت برفقة زوجها وبلمح البصر كانت هنا دراجة نارية ، قمت أواسيها وأشد على يديها وأبرر لها بان مثل هذه الحالات لا تعبر عن طبيعة المجتمع التعزي ، ضحكت ملء فمها أمام زوجها وقالت لي والأسى يكسوها "وهل هذه أول مرة التي اسرق فيها " لا تعليق.

 

تعليق عبر الفيس بوك