يا مسندم بسملي.. ويا ظفار أمني

عائشة البلوشية


ومن بينهما أم الكتاب، السبع المثاني، وعمان الشامخة سموا تصلي صلاة السلام من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، الصلاة التي يتمتمها كل عماني، على كل شبر في هذا العالم، أينما وجد على هذه البسيطة، وأينما حلّ وارتحل، لأنّها ديدنه ومعدنه الأصيل الذي لا يصدأ.
محافظة مسندم الشماء الجميلة، بتضاريسها الرائعة، وعنفوانها الراقي، هي لؤلؤة السلطنة ودانتها النفيسة، بسخاء أهلها ورخاء أرضها، قبلة من أراد أن يبتعد عن صخب الحياة، ومن شاء أن يصنع مستقبلا ماليا مريحا، تقع مسندم في أقصى شمال السلطنة، لتطل هذه المحافظة الرائعة على أحد أهم مضائق العالم البحرية، ما بين خليج العرب وبحر عمان، وتكثر فيها الخيران ذات المياه المتباينة الألوان ما بين زرقة وخضرة، وتزخر بها أنواع الأسماك اللذيذة، ومع تعرجات جبالها، تبرز شواطئها برمالها الساحرة، وبها جزيرة التلغراف، التي كانت تربط الاتصالات في الألفية الماضية ما بين قارتي أوروبا وآسيا، وجاءت النهضة المباركة لتمتد شرايين الأسفلت لتربط هذه المحافظة ببقية محافظات السلطنة، ثم ما لبثت أن بدأت العبارات في مد خط بحري رائع، يحمل المرتاد والسائح، والباحث عن فرصة استثمارية هناك، فالمجال يتسع عندما يأتي الحديث عن الاستثمار في هذه المحافظة الاستراتيجية، ما بين المشاريع السياحية من فنادق التي تتجاوز النجوم السبع، إلى المنتجعات الصحية، إلى النزل السياحية التراثية، وبين موانئ الصيد التي تزخر بأنواع مختلفة وكثيرة من الأسماك، بحكم كثرة الخيران، والجزر المنتشرة في البحر، التي تشكل بيئة رائعة لأنواع فريدة ولذيذة من الأسماك، كما أنّ هنالك مجالا رائعا للاستثمار الصناعي والتجاري والترفيهي.
ومن أقصى الشمال نرحل إلى أقصى الجنوب، حيث محافظة ظفار، زمردة السلطنة النفيسة، بتأريخها العريق الذي يعبق بعبير اللبان بأنواعه التي تتفرد في إنتاج بعضها دونا عن بقاع الأرض، ظفار الموروث الثقافي، ومواقعها الأثرية العجيبة بكل ما تعنيه الكلمة من معان شتى، ومن ميناء ريسوت ذي الأهمية الاستراتيجية المتفردة، أذهب حيث ورد ذكر سمهرم في الكثير من الكتب والروايات، بمينائها الذي جاء في العديد من المخطوطات، ودارت حولها الكثير من الأساطير، وكذلك وجود مراقد وأضرحة العديد من الأولياء والأنبياء، ظفار التي تنفرد بأجوائها الاستثنائية في فصل الصيف، حيث تجود القربحة للتغني بأنواع الاستثمار، مستغلا جمال المحافظة الفريد، لن أذكر أهمية وفرة الاستثمار العقاري في ولاياتها العشر، بل المشاريع الترفيهية، التي تنتشر في بيئات مشابهة حول العالم، ما أجمل أن نرى قرية عالمية دائمة في أحد السهول، أو المرتفعات المستوية، وأن نرى مخيما من فئات النجوم الخمس، في ولاية مقشن، تلك الواحة الخلابة، وما أروع المشاريع الزراعية، للمنتجات الجديدة، التي أثبتت التجارب الشخصية نجاحها وجودة محصولها، وكانت يوما ما حكرا على بلدان الشرق الأقصى، و"الصفيلح" العماني النادر الذي ينافس الذهب في سعره، حيث تتسابق دول بعينها لشرائه بأي ثمن، وما أهنأ شربة "المشلي" عند تكثير مزارع النارجيل، حيث يكفي الإنتاج داخل السلطنة وخارجها، وبالطبع سيتبعه صناعات تحويلية أخرى، وغيرها من استثمارات يمكن تصديرها عن طريق ميناء ريسوت إلى جميع أصقاع العالم.


 
توقيع:
"
حبك ف هالعرق انكتب
ما له تفاسير وسبب 
حبك فلج فينا انسكب
قديم .. من عمر الزمن
يا عمان ما غيرك وطن...
ف عيوننا سر مهاب
سر العماني والتراب
فيك ارتفعنا للسحاب 
و ما غيره ترابك سكن
والله ما غيرك وطن"
كلمات حميد البلوشي، غناء صلاح الزدجالي.