ما بين آسيا وأفريقيا ٢٠١٩ نظرة تحليلية

 

حسان ملكاوي

قبل الدخول في القراءة السريعة نُبارك للجزائر الفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخها وزيادة الحصة العربية في الألقاب الأفريقية وللأمانة إنِّه فوز مستحق نتيجة جهود مشتركة في الإعداد والتخطيط والعمل والبناء وفكر نير لمدرب وطني قدير وإصرار وحماس وروح قتالية ومهارات فنية من لاعبين أغلى من الذهب كانوا على قدر المسؤولية وكان الرهان عليهم في محله.

وفي قراءة سريعة لمتابع بسيط نورد بعض الأمور من وحي بطولتي الأمم الآسيوية والأفريقية لعام ٢٠١٩ نلاحظ:

بداية إبداعات عربية من الإمارات ومصر في روعة التنظيم من كافة الجوانب ليشهد العالم أن التنظيم العربي له رونق وميزات خاصة، وكلنا يشهد بالاستعداد القطري للمونديال العالمي ٢٠٢٢ وليكون هذا التنظيم بداية الاعتراف العالمي كروياً بضرورة التوجه لإعطاء العرب فرصًا أكثر لتنظيم البطولات العالمية والقارية.

وأيضا حضور مشرف للتمثيل العربي في كل الأدوار ووصول الإمارات وقطر إلى نصف النهائي آسيوياً وتونس والجزائر أفريقيا سيطرة عربية على اللقب قطر آسيويا والجزائر أفريقيا التي انتزعته من السنغال المصنف الأول أفريقيا وكررت الفوز عليه بنفس النتيجة وحرمته من تحقيق اللقب الأول في تاريخه أو حتى الفوز الأول عليها في تاريخ اللقاءات المشتركة ليكون فوزاً بالتخصص ما جعلنا فرحين جميعاً بالتسيد الكروي العربي على مستوى القارة الآسيوية والأفريقية وكل الشكر والاحترام والتقدير إلى كل الفرق العربية المشاركة ونرفع القبعات وأجمل مشاعر التبريكات للعنابي القطري والأخضر الجزائري اللذين أسعدا قلب كل مواطن عربي بحسن الأداء المبني على التخطيط السليم والاستعداد المثالي والاستراتيجيات المميزة، والنجاح في العمل الرياضي من اتحاد وأجهزة فنية وإدارية ولاعبين وكافة أعضاء وأركان المنظومة الكروية في البلدين .

وتجدر الإشارة إلى استمرار أخطاء التحكيم وأكبر مثال لأكثر المتضررين من ذلك كان المنتخب العماني الذي عانى كثيرًا من الأخطاء التحكيمية في معظم لقاءاته، وهذا يسوقنا أيضاً إلى ضرورة اعتماد تقنية الفار من بداية البطولة، وهذا يدعونا لمطالبة الاتحادين الآسيوي والأفريقي للنظر في ذلك مع الإشارة إلى أنه حتى في وجود هذه التقنية كان هناك اعتقاد مبرر بوجود أخطاء أيضا في القرار، ومثال ذلك ما حصل مع نسور قرطاج في لقائهم مع السنغال ولكنه أيضاً أنقذ الجزائر من خطأ احتساب ركلة جزاء.

وما يلفت النظر أيضًا مفاجآت لم تكن في بال أشد المتشائمين قياساً على الأداء والتصنيف ومستوى الخصم ومنها الخروج المبكر من دور الستة عشر لكل من مصر والمغرب والأردن وقد ساهمت القرعة ونتائج دوري المجموعات في لقاءات نارية لبعض الفرق أدت إلى الخروج من دور الستة عشر ومنها المنتخب العماني مع الإيراني والبحرين مع كوريا والسعودية مع اليابان ولكن تونس استطاعت فك عقدة غانا والتأهل وأيضاً فرضت القرعة والنتائج مقابلات عربية خالصة في الأدوار الإقصائية مثل مواجهة قطر والعراق ومواجهة قطر والإمارات وأعتقد أن المنتخبين لو لم يكن لقاؤهما عربياً خالصاً، وطبعاً لابد من فائز، كانا سوف يصلان إلى أبعد مما وصلا إليه، وخاصة الإمارات التي خرجت من نصف النهائي من المنتخب القطري، ولو كانت في الاتجاه الآخر لرأينا نهائيا عربيا خالصا بينهما، ويلاحظ أن جميع هذه المواجهات كانت في البطولة الآسيوية بينما خلت البطولة الأفريقية من مثل هذه الحالات ولولا خطأ الحارس والدفاع التونسي بالإضافة إلى الشك بوجود خطأ تحكيمي بركلة الجزاء التي ألغيت بتقنية الفار لرأينا نهائياً عربيًا في الأمم الأفريقية ولكن اكتفت تونس بالمركز الرابع ولوحظ أيضًا أن بعض الفرق العربية عانت من الأخطاء الدفاعية وهذا وراد في المستديرة وأكثر الفرق تضررا السعودية آسيويا وتونس أفريقيا.

والشيء الجميل هو أن فرق تحدت الظروف والمعطيات وضعف الإمكانيات وبغض النظر عن النتائج فقد قدموا أداء أسعدنا وأدخل الفرحة لقلوبنا وأشعرنا بالفخر لقدرتهم على التغلب على الصعاب والظروف ومن هذه المنتخبات فلسطين واليمن وموريتانيا وسوريا ولبنان ولا ننسى أيضا أن القرعة أوقعت الأردن وسوريا وفلسطين إلى جانب استراليا في مجموعة واحدة.

وفي الختام أقول إنه من خلال دارسة الواقع والأداء العربي في البطولتين فإننا نستبشر خيرًا ونتمنى أن يكون التواجد العربي في المونديال القطري أكثر من حيث العدد من المونديالات السابقة وأفضل في النتائج والإنجاز وكسر مقولة إن الفرق العربية تخرج غالباً من دوري المجموعات في كأس العالم.

ولا يفوتني أن أذكّر أن قرار الفيفا بحق الاتحاد الكويتي حرمنا من الأداء والتواجد الكويتي الذي افتقدنا أداءه الأنيق في آسيا ٢٠١٩ وهو صاحب التاريخ الكروي الحافل والمميز ولكن إن شاء الله سوف لن يغيبوا عن التواجد المشرف في البطولات العالمية والقارية القادمة.

وإن كان بالعمر بقية سيكون لحديثنا بقية.

تعليق عبر الفيس بوك