انتبهوا أيُّها السادة

مدرين المكتومية

لم تعُد المُواجهة العسكرية هي الشكل الوحيد لفرض الهيمنة والسيطرة، وإنما تعددت أشكال وألوان الضغط، وتراجع السلاح والمواجهة المباشرة إلى المرتبة الأخيرة، حتى بين الدول هناك حرب اقتصادية، حرب نفسية، حرب إعلامية، حرب شائعات، وغيرها من مصطلحات تعرفنا عليها خلال القرن الحادي والعشرين.

وكما تحاول الدول فرض برامجها وشروطها على الآخر بوسائل بعيدة عن المواجهة الصريحة، فهناك أيضاً من الجبناء من يتبنى طرقاً خبيثة لمُحاربة من لا يستطيع مواجهتهم، وقد فوجئنا قبل أسبوعين من الآن بحملة شنَّها أقل ما يوصفون به أنهم "مجرمون"، ترمي إلى تشويه تلك الصورة التي بنيناها لجريدتنا (الرؤية)، استخدم فيها الجبناء ساتر الفضاء الإلكتروني والنشر في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية، بتخصيص مجموعة من الأخبار المفبركة والمزيفة التي تتنافى مع أخلاقنا العمانية الأصيلة ووضع صور لشخصيات عامة معروفة على هذه الأخبار.

ومن المؤكد أنَّ هذه الفبركات القادمة من وراء الحدود هي شكل من أشكال تشويه تلك الصورة وهز ثقة المواطن في الإعلام العماني وهو الأمر الذي يستنكره المجتمع العماني بشكل قاطع جملة وتفصيلاً، فهذه العلاقة ممتدة وكبيرة لأنَّ الصحف العمانية والإعلام العماني بشكل عام يتميز بمصداقية عالية وهنالك ثقة متبادلة بين المواطن والحكومة والإعلام. ومن هنا علينا أن ننتبه إلى هذا النوع من الحملات التي ترمي إلى التشكيك في المنجز العماني الذي أخذ الكثير من الجهد للحفاظ عليه وتطويره.

وفي ظل ما يحدث الآن في منطقتنا العربية علينا توخي الحيطة والحذر وعلينا أن نكون حريصين لأنه من السهل فبركة أخبار كاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم ونراهن أيضاً على وعي المواطن العماني الذي يرفض هذا النوع من الأخبار والحملات المزيفة والمنافية للأخلاق العامة والمهنية. وعلينا أن ندرك أن مثل هذه الفبركات هي حملات مدروسة ومخطط لها ليس على مستوى صحيفة واحدة وإنما هي بذلك تهز الإعلام العماني بأكمله. وعلينا أن نكون أكثر حذرا وأكثر انفتاحاً ومعرفة ولدينا القدرة على التمييز بين ما تنشره صحفنا المحلية وبين الأخبار التي لا يتوقع المواطن أن تنشر.

ولكن من خلال هذه التجربة التي مرَّت بها "الرؤية" يمكننا القول بأن القارئ العماني أو من يتابعنا عبر صفحاتنا ومواقعنا المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي أثبتوا أنهم يؤمنون بما تنشره "الرؤية" ومدى مصداقيتها والتزامها لذلك كان هناك تواصل مباشر وأيضاً رسائل كثيرة تنبهنا إلى ما يتم تداوله على المواقع التي لا تمت لنا بصلة ولكنها تنتحل شعاراتنا وطريقة النشر الخاصة بنا، الأمر الذي ينعكس على الدور الملقى على عاتقنا في العمل الجاد والمُثابرة لتقديم كل ما يتناسب مع رؤية المجتمع وتطلعاته وما ينتظره منِّا في جريدة الرؤية على وجه الخصوص ومن وسائل الإعلام العمانية على العموم.