ثروة الشباب وتحفيز الطاقات

 

مدرين المكتومية

تزخر الدول بالعديد من الثروات الطبيعية والبشرية، لكن ثمَّة توافق عام على أن الثروة البشرية هي الأكثر نفعاً، فبدون الكوادر البشرية المؤهلة، ولاسيما فئة الشباب، لن تتمكن أي دولة من إحراز تقدم في أي مجال من مجالات الحياة، وهنا في بلادي الغالية تمثل ثروة الشباب 1.2 مليون شاب وشابة، وهي بالفعل ثروة لا تُقدر بمال.

وانطلاقاً من هذه القاعدة أطلقت جريدة الرؤية قبل سبع سنوات جائزة الرؤية لمبادرات الشباب إيمانًا منها بأهمية تمكين هذه الفئة في المجتمع وإتاحة المجال لها كي تتبوأ مكانة مميزة وتمسك بزمام الأمور في مختلف القطاعات. ولقد استطاعت الجائزة- التي من المُقرر تدشينها اليوم في مؤتمر صحفي وبرعاية حصرية من شركة أوكسيدنتال عمان- وخلال سنواتها أن تجذب 2927 مشاركا حصل منهم 223 على جوائز، في حين وصل إجمالي المبالغ المقدمة 30000 ريال عماني.

وبما أن الابتكار بات الآن جزءًا لا يتجزأ من نجاح الشباب وتطوير أفكارهم والتعرف على قدراتهم في صناعة الفارق، فقد خصصت الجائزة هذا العام لأول مرة "جائزة أوكسيدنتال للابتكار"، والتي تصل قيمتها إلى 5000 ريال عماني للفائز.

إن كل هذا الاهتمام بالشباب، يمثل التزام جريدة الرؤية بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الداعية إلى تمكين الشباب ومنحهم الثقة، لكي يساهموا في بناء الوطن، بكل طاقاتهم. ولذا فإنَّ جيل الشباب لا يزال مطالبًا بالقيام بالكثير من الأدوار خاصة في ظل التقدم الذي تشهده السلطنة، وعلى كل المستويات، فهناك الكثير من الجهود المبذولة والكثير من المشاريع القائمة التي تحتاج لشباب يعملون بكل أمانة وإخلاص في تسيير الأعمال المنوطة بهم وبنجاح هذه المشاريع.

الجميع يتفق على أن الشباب هم مستقبل عُمان، وهم الجبل الذي يقف شامخا في وجه الرياح العاتية ليصنع الفارق ويحقق كل الخطط والرؤى والتطلعات لعمان، وهم الجيل الذي لا يُمكن الاستغناء عن طاقته وقدراته وكل ما يمتلكه من مهارات، لذلك كان هناك اهتمام واسع بهم سواء على مستوى القطاع الخاص أو القطاع الحكومي، فالكل يتكاتف من أجل تحقيق التكاملية في العمل وأيضاً في الوقوف صفاً بصف لتقديم كل التسهيلات لجيل الشباب الواعد.

وهذا ما قامت به جريدة الرؤية طوال السنوات الماضية وهي تمارس عملاً ليس بالسهل كما يظنه الجميع، تخطط وتفكر وتشارك الشباب اهتماماتهم وتوجهاتهم، لتكون جائزة الرؤية ثمرة من ثمار ما يطمحون إليه، وتكون داعما أساسيا في تحقيق نجاحاتهم المختلفة وصقل مهاراتهم وأيضاً لجعلهم يفكرون خارج الصندوق، هذه الجائزة كانت سبباً من أسباب نجاح الكثير من جيل الشباب وفوز مشاريعهم بالكثير من الجوائز على مستويات مختلفة وفي بدء مشاريعهم أيضاً ولله الحمد استطاعت أن تحقق للكثير من الشباب رغباتهم، فهي دافع لهم وأيضا رسالة شكر وتقدير وامتنان على كل ما يمتلكونه من قدرات وأفكار نيرة يمكنها أن تكون في المستقبل نواة لأعمال ونجاحات كبرى يتم البناء عليها وتطويرها.